هذا ما رصدناه أثناء توجهنا الى منازل بعض ضحايا الحادث الأليم الذي جدّ في معمل الاسمنت بمعتمدية تاجروين من ولاية الكاف صباح أول أمس.. الخبر نزل نزول الصاعقة على أهالي سكان هذه المدينة ولم يصدقوه أول الأمر وهبّوا لمعرفة الحقيقة وتناسوا فرحة العيد حتى أن الخرفان المعروضة للبيع صمتت عن الثغاء وكأنها تألمت لهول الفاجعة، فقد فقدت مدينة تاجروين ثلاث ضحايا لقوا حتفهم صباح أول أمس لما سقطت البناية بمعمل الاسمنت وهم محمد صالح الزغلامي في عقده الخامس وحسام الزغلامي (29 سنة) وفيصل النجلاوي (45 سنة) تحولوا صبيحة أمس الأول لكسب لقمة العيش إلا أنهم عادوا جثثا هامدة لا حراك فيها.. وقد كان من العسير علينا معرفة منازل الضحايا فلقد تشتت أفكارنا ولم نعرف منزل أي ضحية نقصد ومما زاد الطين بلة أن سكان المكان تقاطعت اتجاهاتهم نحو منازل الضحايا بحكم القرب أو النسب، وانتهى بنا المطاف أول الأمر بحي الطيب المهيري في الجهة الشمالية لمعتمدية المكان حيث اختلفت ردود أفعال المتواجدين بمنزل الضحية حسام الزغلامي فقد كثرت حالات الاغماء للمقربين منه واشتدّ البكاء والعويل لدى النسوة في حين تجلّد الرجال بالصبر وصمتوا عن الكلام المباح ولسان حالهم يقول: هل من تعبير عن هول الفاجعة لقد رحل حسام عن دار الدنيا ولم تكتمل فرحته، فقد أعلن خطوبته في عيد الفطر الفارط واقتنى هدية ليوصلها الى حبيبته يوم العيد لكن يد المنية وضعت حدا لأمنياته وحالت دونه وإيصال الهدية لم نقدر أن نتكلم مع والده أو والدته فهما في حالة يرثى لها ولم يصدقا خبر وفاة ابنهما وتكفل البعض من أقارب حسام بالتحدث عن دماثة أخلاقه وطيب المعاشرة والابتسامة التي لم تفارق محياه.. رحل حسام وترك اللوعة والحسرة وتلك هي مشيئة اللّه.. وغير بعيد عن منزل الراحل حسام الزغلامي وفي أحد الأحياء المجاورة كان المشهد شبيها بما سبقه في منزل الراحل محمد صالح الزغلامي، كان كل شيء يخبر بالحزن والأسى رحل محمد صالح ولم يتجاوز عقده الخامس وترك ثلاثة أطفال في كفالة والدتهم.. كل الذين جلسنا إليهم تحدثوا عن حب الراحل لأولاده وسعيه الدؤوب من أجل توفير لقمة العيش الحلال فالضحية عمل في مهن عدة وكانت الأخيرة لدى مقاول بناء بمعمل الاسمنت بتاجروين حيث قضى نحبه ولم يشارك أولاده فرحة العيد ومن شمال تاجروين الى جنوبها حيث منزل الضحية فيصل النجلاوي يبلغ من العمر (45 سنة) كان يعيش صحبة زوجته وأطفاله في رغد العيش لكن مشيئة اللّه حكمت بأن يرحل فيصل عن الحياة الدنيا. والد الضحية عم حسن لم يصدق الخبر ليذكر أن ابنه اختطف ولم يمت.. كان عم حسن يتمتم بكلام غير مفهوم قبل أن يصمت لحظات ظل الحزن يخيم على محياه كما هو الشأن لمن عرف فيصل سواء عن قرب أو عن بعد.. وأثناء مغادرتنا المكان ناشد أهالي تاجروين السلط المعنية بوجوب القيام بلفتة كريمة لأهالي الضحايا وهذا ليس بالغريب عن تونس الحب وتونس الرحمة. عبد السلام السمراني ومصدق الشارني ارتفاع عدد الضحايا ارتفع عدد ضحايا حادث سقوط بناية معمل الاسمنت بتاجروين ليصل الى ثمانية وكانت الحصيلة يوم أول أمس 7 ضحايا لتلفظ الضحية الثامنة انفاسها فجر أمس متأثرة بجراحها وفي ما يلي القائمة الكاملة للضحايا : - فيصل نجلاوي - منير عونلي - أحمد الزغلامي - بليغ عبدلي - سعيد عبيدي - محمد صالح الزغلامي - حسام الدين الزغلامي - أجنبي (روماني الجنسية) مساعدات مالية لأهالي ضحايا الحادث مكتب الكاف - الشروق علمت «الشروق» ان السلط الجهوية والمحلية قامت بلفتة كريمة تجاه عائلات ضحايا حادث سقوط سقف البناية بمعتمدية تاجروين فبعد تقديم التعازي اعطت مبالغ مالية قدرت ب 4 الاف دينار لكل عائلة قصد مساعدتها على الخروج من المحنة ومحاولة اعادة البسمة خاصة ونحن في انتظار عيد الأضحى المبارك بادرة طيبة تدل على اننا في بلد التحابب والتآخي.