الجودة مسألة ثقافية بالأساس وهذا ما عمل عليه عدد من أصحاب الأعمال ورجال الاقتصاد تناغما مع مقتضيات السوق العالمية الجديدة بل ذهابا أكثر في سياق ضمان الحريف في جهات مختلفة من قارات العالم. هكذا إذن فهم عدد من المنتجين التونسيين أهمية هذا التكيّف مع العلامة في استحقاقاتها وشروطها المطلوبة.. وفي هذا السياق نأتي إلى منتج تونسي تألق مؤخرا في سويسرا بحصوله على درع الامتياز للعلامة العالمية المعروفة ب(QC100) ضمن مشاركة ل 1200 مؤسسة من 167 دولة زارتها لجان هذه الجائزة ضمن شروط الوفاء للمائة نقطة المطلوبة للجودة. المؤتمر الذي انتظم يومي 25 و26 أكتوبر 2009 في جينيف مقرّ الأممالمتحدة وضمن نشاطات المنظمة العالمية للجودة التي تتوزع أنشطتها سنويا بين باريس وجينيف ونيويورك ومدريد وفرنكفورت وذلك في مجالات مختلفة منها الفلاحة والزيوت والطيران والتصرّف. وفي حفل بهيج مثلت فيه قطاعات اقتصادية وحيوية دولا عديدة منها كازخستان وروسيا وأثيوبيا وأنغولا ومدغشقر والهند وكوريا والكويت واليابان والنمسا وجنوب افريقيا وبوليفيا واليونان في هذا المحفل العالمي تم تتويج مؤسسات ومنتجين من 49 دولة من العالم ضمن منظومة الجودة وذلك وفق ثلاثة أصناف هي الجوهر والبلاتين والذهب. في هذا الاطار وفي خضم الحدث الانتخابي بتونس تألق السيد ساسي بن عائشة صاحب معصرة لزيت الزيتون بجهة سيدي علوان من ولاية المهدية حيث حاز الميدالية البلاتينية أي المرتبة الثانية في سلم الجودة وذلك لانخراطه في اعتماد تقنيات بيولوجية حديثة ومبتكرة مستجيبة لشروط الحفاظ على البيئة والجودة فضلا عن حرصه على إبراز مؤسسته كمثال للمؤسسة الحديثة. هذا التتويج يأتي إلى جانب تتويجات عربية أخرى نذكر منها مؤسسة برج دبي ومن خاصيات هذه المنظمة المانحة للجوائز أنها تسند جوائزها مع الإشارة للمتوجين بأن يحافظوا على المقاييس التزاما ومواصلة.. وفي كلمات الحفل التي يفتتحها رئيس المنظمة جوزي إي بريتو بجينيف كان تدخل السيد ساسي بن عائشة رشيقا حيث أهدى هذا التتويج إلى سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وكافة أهالي سيدي علوان والمهدية وفي حديث خاص معه حول هذا النجاح الدولي قال: «أنا سعيد بأن يرفع صوت تونس في هذا المحفل العالمي وقد كانت المناسبة سانحة خلال لقاءاتي بمختلف الوفود والمتوجين من مختلف البلدان لإبراز أهمية المنتوج التونسي بل وتصحيح فكرة أن زيوت تونس هي ذات جودة عالمية وأن الزيتوت التي يعتقدون أنها عبر بلاد أخرى من خلال التعليب هي زيوت تونسية وأشرت إلى الدور المهم للمنظمات والجمعيات في هذا الشأن للحفاظ على الجودة وأرى أنه في المستقبل من الضروري المشاركة بأكثر من طرف فأمر الجودة يعني الجميع.