أكدت تقارير إعلامية أمس وجود تحرك سياسي رفيع المستوى في الجزائروالقاهرة لطيّ أحداث نوفمبر الماضي وتداعيات المقابلة الفاصلة التي جمعت المنتخبين في السودان، مشيرة الى أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أسدى تعليماته الى وسائل الاعلام الحكومية بعدم شنّ أي حملات دعائية ضد مصر. فقد كشفت صحيفة «الدستور» المصرية أمس عن وجود توجّه رسمي صارم من قبل العاصمتين بضرورة نزع فتيل الازمة التي أدت الى سحب السفير المصري من الجزائر. يد جزائرية ممدودة ونقلت «الدستور» عن مصدر دبلوماسي جزائري رفيع المستوى تأكيده أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعطى تعليمات مشددة الى جميع وسائل الاعلام الرسمية بعدم الدخول في أي حملات هجوم أو انتقادات ضد مصر على خلفية التوتر الراهن في العلاقات الثنائية. وأضاف ذات المصدر أن كل وسائل الاعلام الرسمية لم تدخل «المعركة الاعلامية» ضد مصر، فلا التليفزيون بقنواته الثلاث ولا الراديو ولا الصحف الرسمية انخرطت في الدعاية الاعلامية. وأردف أن الحملة الاعلامية الراهنة تشارك فيها جميع وسائل الاعلام المصرية أما في الجزائر فإن الصحف التي تورطت في الدعاية لا تعبّر عن الموقف الرسمي للرئيس بوتفليقة أو الحكومة الجزائرية. من جانبه، أكد عبد القادر حجار سفير الجزائربالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية أنه لا يوجد ما يمنع من عقد لقاءات بين المسؤولين بالبلدين على أي مستوى. ونقلت صحيفة «الشرق» القطرية عن حجار قوله، أنه لا توجد أية موانع لعقد لقاءات بين مسؤولين مصريين وجزائريين متى اقتضت الضرورة، مشددا على أن ما جرى كان بمثابة عاصفة أشعلها بعض المهووسين بكرة القدم والاعلام غير المسؤول لأغراض ومصالح شخصية بالاساس. وشدد على أنه سعى منذ اليوم الاول وعقب مباراة القاهرة الى احتواء الغضب الذي حدث في بلاده من جراء نشر معلومات خاطئة، لافتا الى أنه بادر بتكذيبها على الفور سواء عبر تلفاز الجزائر أو عبر التلفزيون المصري وأصدر العديد من البيانات التي تدحض هذه الادعاءات. ونبه حجار الىأن ما كان يجري من اتصالات ومشاورات متبادلة بين الجانبين لم يكن يعكس إلا الحرص على العبور بالعلاقات والاحداث التي تفجرت الى بر الامان دون خسائر أو أضرار، مشيرا الى أنه لا يمكن وصف التشاور بين وزيري خارجية الدولتين وسفير كل طرف لديه بأنه كان بمثابة استدعاء. مسعى مصري الى التهدئة من جهته، قلّل مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير عبد الرحمان صلاح من تحوّل الخلافات الراهنة الى «أزمة». وشدّد صلاح على أن خلاف بسبب مباراة لكرة القدم لم ولن ينال من حجم العلاقات التاريخية في ظل ما يتهدد الأمة وجميع دولها من تحديات ضخمة لا تستثني أحدا. واستهجن صلاح ادعاءات البعض بوجود «أزمة» طالت العلاقات مؤكدا أن الجانبين بصدد دراسة ما جرى واستيقاء الدروس المستفادة لعدم تكرار مثل هذه الاحداث. كما انتقد ما يتردد حول مسعى القاهرة الى تدويل مطالبها من الجزائر وتحميلها المسؤولية عما تعرّض له بعض أبنائها ومؤسساتها بالجزائر والخرطوم مشددا على أن ما تروج له بعض وسائل الاعلام يتنافى مع الحقيقة ويتعارض مع حجم الاحداث بل ومع العلاقات التاريخية بين البلدين.