تعهدت حركة «طالبان» الأفغانية بتصعيد هجماتها على القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان وذلك ردّا على الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمعالجة الملف الأفغاني، والتي قوبلت بترحيب من حلف شمال الأطلسي وبتعهد منه بإضافة آلاف الجنود الى أرض المعركة الأفغانية. وقال المتحدث باسم حركة «طالبان» قاري يوسف أحمد ان «الغزاة يريدون التحكّم في أفغانستان من خلال تعزيز قواتهم» مشيرا الى استعداد مقاتلي الحركة للرد على هذه التعزيزات. وأضاف المتحدث أن الصيف المقبل سيشهد تدمير هذه القوات الأمريكية التي سيتم إرسالها الى أفغانستان مؤكدا امتلاك «طالبان» خطة مماثلة لمواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها. استراتيجية جديدة وبعد ثلاثة أشهر من الأخذ والرد بين أركان إدارته والقيادة العسكرية ودول التحالف أعلن الرئيس الأمريكي استراتيجيته الجديدةلأفغانستان، والتي ترتكز على مضاعفة الانخراط العسكري وزيادة 30 ألف جندي بدءا من مطلع العام المقبل وتعزيز أداء الحكومة الأفغانية والعلاقة مع باكستان تمهيدا لإنهاء الحرب. واعتبر أوباما أن هذه التعزيزات ستكلف واشنطن على الأرجح 30 مليار دولار. ورأى أوباما في خطاب ألقاه أمام طلبة «ويستبوينت» أشهر مدرسة حربية أمريكية أن «من مصلحتنا القومية إرسال 30 ألف جندي اضافي الى أفغانستان» مضيفا أن «هذه هي الامكانات التي نحتاج إليها لاستعادة المبادرة وتعزيز القدرات الأفغانية تمهيدا لنقل المسؤوليات الأمنية الى الجيش والشرطة الأفغانيين. وأوضح الرئيس الأمريكي أن «القوات ستبدأ بالانسحاب بعد 18 شهرا اعتبارا من جويلية 2011. وسترفع التعزيزات الأمريكيةالجديدة عديد القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان الى نحو 100 ألف جندي. ونبّه أوباما الى أن «القاعدة» تعد لاعتداءات جديدة فيما أنا أخاطبكم» وذكر بأن «افغانستانوباكستان هما مركز التطرف العنيف لتنظيم القاعدة» حسب تعبيره، في مسعى لتبرير قراره الجديد. وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي روبرت غيتس أمس أن القوات الأمريكية المضافة ستبدأ الانتشار في أفغانستان خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وقال مسؤولون أمريكيون ان الولاياتالمتحدة ستفتتح قنصليتين في أفغانستان، وذلك في اطار استراتيجية أوباما الجديدة. تجاوب «أطلسي» وأعلن أمين عام حلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس في بروكسل أن حلفاء الولاياتالمتحدة سيرسلون ما لا يقل عن خمسة آلاف عنصر للانضمام الى قوة «إيساف» الدولية التي يقودها الحلف، وذلك اضافة الى الجنود ال 30 ألفا الذين سترسلهم الولاياتالمتحدة. وقال راسموسن للصحفيين في بروكسال: يمكنني التأكيد ان الحلفاء الأطلسيين وشركاءنا سيقدّمون مساهمة اضافية كبيرة لا تقل عن 5 آلاف جندي وربما يزيد العدد من ذلك ببضعة آلاف. وكانت الحكومة الافغانية رحبت بإعلان زيادة القوات الأمريكي. من جهته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه للخطوة الأمريكية التي وصفها بالشجاعة بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الحلفاء الى الوقوف خلف أوباما. وأعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي عن استعداد الاتحاد للعمل بتعاون وثيق مع الولاياتالمتحدة من أجل التصدي للتحديات في أفغانستان.