أثار المشاركون في اليوم الاعلامي المنعقد أمس بقطب الغزالة لتكنولوجيات الاتصال بأريانة جملة الصعوبات والاشكاليات التي تواجه الباعثين العاملين في قطاع الخدمات الجديدة والمتمثلة أساسا في خدمات مراكز النداء وخدمات الارساليات القصيرة. واستغلّ عدد من الباعثين الجدد فرصة انعقاد اليوم الاعلامي الذي خصّص للتعريف بالحوافز والتشجيعات التي أقرتها الدولة لدفع الاستثمار في مجال الخدمات الجديدة لطرح بعض المقترحات والمطالب التي تعلقت خاصة بضرورة اختصار آجال الحسم في ملفاتهم ورفع بعض التعقيدات الادارية وتوخي المرونة المطلقة في تنفيذ القرارات والاجراءات التي أقرّت لفائدتهم وذلك حتى لا تتعطل مصالحهم وتعاملاتهم مع شركائهم وحرفائهم الأجانب على وجه الخصوص. وذكر السيد محمد الرجايبي رئيس مركز نداءالبريد التونسي ل»الشروق» أن نجاح الاستثمار في قطاع مراكز النداء يحتاج اليوم الى مزيد تحسيس المواطن التونسي والمؤسسة التونسية بجدوى الخدمات التي تقدمها المراكز وحفزهم بالتالي على الاقبال على خدماتها. ولاحظ السيد الرجايبي أن وتيرة اقبال المؤسسات التونسية مثل البنوك والمؤسسات الاقتصادية على اعتماد خدمات مراكز النداء مازالت متواضعة جدا وقال انه لمن المفارقات العجيبة أن توفر الدولة الأرضية الملائمة من شبكات هاتف وهاتف رقمي وانترنات وإرساليات قصيرة وغيرها الى جانب الحوافز والتشجيعات ويبقى الاستثمار في قطاع مراكز النداء والخدمات الجديدة داخل المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة على الشكل الذي هو عليه الآن. ودعا السيد الرجايبي أيضا الى فتح آفاق أوسع للاستثمار في مجال مراكز النداء الذي يشكل فرصة هامة بدفع حركة الشتغيل من ناحية وتيسير أعمال المواطن والمؤسسة وقضاء شؤونهما ومصالحهما في وقت أسرع وبأكبر نجاعة ودون الحاجة الى تحمل مشاق وأعباء التنقل. وتساءل قائلا انه لم يفهم شبه العزوف عن مراكز النداء في الوقت الذي يمكن أن تساهم في مساعدة الناس على قضاء شؤونهم اليومية وفي الوقت الذي يمكن أن يتم استغلال هذه المراكز في كافة القطاعات خصوصا وأن جودة الخدمات التي تقدمها مراكز النداء عالية جدا سواء تعلق الأمر بخدمات الاسترشاد أو تسويق الخدمات أو غير ذلك من الخدمات والأنشطة التي يحتاجها المواطنون وأصحاب الاعمال والمؤسسات. واقترح السيد محمد الرجايبي من ناحية ثانية ضرورة أن يتم تطعيم مراكز النداء أو المؤسسات العاملة في الخدمات الجديدة بشكل عام بالكفاءات المختصة حتى تؤدي دورها بالشكل المطلوب كما اقترح إدراج مادة التخصص في العمل بمراكز النداء ضمن برامج التكوين التكميلي التي يقدمها الصندوق الوطني للتشغيل الى جانب اختصاصي الملتميديا والاتصالات وذلك تمهيدا لبعث شعبة جامعية جديدة لتكوين المختصين والاطارات العليا المتخصصة في تسيير مراكز النداء وذلك حتى لا يضطرّ أصحاب هذه المراكز مثلما فعل مركز نداء ديوان البريد الى تكوين الأعوان الذين ينتدبونهم. وفي الوقت الذي تؤكد الاحصائيات الرسمية الانتشار الواسع لمراكز النداء في العالم إذ توفر هذه المراكز في فرنسا على سبيل المثال 3 من مواطن الشغل القارة نجد أن تونس لا تضمّ حاليا سوى 27 مركزا توفر قرابة 2200 موطن شغل فقط. وكان السيد الصادق رابح وزير تكنولوجيات الاتصال والنقل افتتح اليوم الاعلامي أمس. وقال أن تونس تعدّ قاعدة اقليمية ودولية متميزة لانتصاب مراكز النداء باعتبار ما نوفره من حوافز وتشجيعات تفاضلية عديدة في هذا المجال. وأكد الوزير أيضا أنه تمّ الشروع في قبول المطالب المتعلقة بإحداث مؤسسات متخصصة في مجال خدمات الارساليات القصيرة عبر الهاتف الجوال وقد تمّ اسناد 17 موافقة مبدئية في هذا المجال لفائدة حاملي الشهائد العليا. كما أشار الوزير الى أنه تم الشروع في تطبيق القرار الرئاسي المتعلق بدعم صناعة المحتوى عبر شبكة الانترنات الرامي الى مضاعفة عدد مواقع الواب التونسية وتطوير انتاج المضامين الرقمية التونسية عبر شبكات الاتصال الحديثة.