ملعب رادس سيكون مسرحا للمنافسة الأبرز بين أقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع، كتيبة الترجي يقودها مايكل إينرامو جلاّد الحراس وعاشق الشباك لكن هواية تسجيل الأهداف ستصطدم بصلابة صخرة دفاع الافريقي، محمد الباشطبجي الذي يعتبر مجرّد الدخول الى مناطق جزاء الافريقي انتهاكا لحرمته الخاصة لذلك فإن الإثارة ستبلغ ذروتها اليوم. «الشروق» وضعت هذه المواجهة تحت مجهر اللاعب والمدافع الدولي السابق محسن حباشة. مايكل: مكينة الأهداف... دون توقف مايكل إينرامو من مواليد20 نوفمبر 1985 قدم الى الترجي منذ 2004 قبل أن ينتقل الى اتحاد العاصمة الجزائري ثم يعود الى الترجي في موسم 2005 2006 ليفوز بالثنائي ثم خاض تجربة احتراف في الشباب السعودي قبل أن يعود للأحمر والأصفر في ديسمبر 2007 لينهي ذلك الموسم برصيد ستة أهداف في الكأس وثلاثة أهداف في البطولة وبات نقطة قوة الترجي ليحصد ثلاثية تاريخية في الموسم الماضي ويتوّج هدافا برصيد 18 هدفا. بخصوص مايكل تحدث محسن حباشة قائلا: « هو لاعب يتمتع بإمكانات بدنية رهيبة بطول متر و87 سنتيمترا وبوزن بلغ 85 كلغ مما يجعل من محاولة مقارعته بدنيا ضربا من المحال هو لاعب ذكي يحسن الإفلات من الرقابة الدفاعية من خلال التحرّك المستمر بين الجهتين اليمنى واليسرى لدفاع المنافس مما يصعب من إمكانية محاصرته الفردية، ذكاءه جعله قادرا على استدراج المدافعين نحو ارتكاب الأخطاء وداخل مناطق الجزاء حيث يستفز المدافع ويجعله يردّ الفعل. تحسّن أداءه كثيرا على المستوى الجماعي وقد استفاد كثيرا من مشاركته الدولية مع المنتخب النيجيري لذلك نراه يفكر في مصلحة المجموعة حيث يتحرك في وسط دفاع المنافس ليخلق الثغرة ويهيئ الكرات التي يستفيد منها الدراجي وبيان فوني ويوسف المساكني حيث يعمد استدراج المدافعين ليفسح المجال لزملائه. هو من طينة المهاجمين الذين لا يتمتعون بفنيات عالية لكن له قدرة عالية على تجسيم الفرص وتسجيل الأهداف وخاصة تلك التي لا يتوقعها الدفاع أو الحارس وتوصف بالأهداف الصعبة وذلك من خلال التموقع في مراكز تعكس درجة ذكاء هذا المهاجم. يعاتبه البعض أحيانا بسبب إضاعته أهدافا سهلة نسبيا لكنه لا يهتم لذلك حيث يواصل العمل ويأخذ المبادرة بالتسديد من كل المسافات ومحاولة اختراق الدفاع بصفة فردية. كل هذه الخصال تدعمت بقوة الشخصية مما جعله يستحق شارة القيادة ويقدم الدعم المعنوي المطلوب لكل زملائه فهو يحارب على الكرة وعندما تفتك منه الكرة يعود بقوة لاسترجاعها فيكون أول المدافعين فلا يشعر بالاحباط أو الفشل بل يواصل بنفس النسق طيلة المباراة. الباشطبجي: المدافع المثالي إينرامو عادة ما يرافقه الباشطبجي كظلّه، مدافع الافريقي، هو أحد أبرز المدافعين في تونس ولد في 1 أفريل 1980 يملك نفس الخصال البدنية لمهاجم الترجي بطول متر و85 سنتمترا ووزنه 80 كلغ يملك في سجله مسيرة حافلة انطلقت من نانسي في فرنسا ثم فريق هامبورغ في الدرجة الثالثة الألمانية، ثم انتقل الى باريس سان جرمان في فرنسا لموسم واحد قبل أن يتحول الى ترجي جرجيس موسم 2005 2006 ثم الى الافريقي بفرقة بن شيخة منذ 2006 كثيرا ما مثل كابوسا لأكبر المهاجمين من الشرميطي الى مايكل وغيرهم من المهاجمين. محسن حباشة تحدث عن الباشطبجي قائلا: «هو مدافع متكامل يتقن اللعب الفضائي والتعامل مع الكرات الفضائية وهنا لا يقوم بتشتيت الكرة أو التصدي لها بل يوجهها برأسه ولا يترك مجالا للمهاجم أو خط وسط ميدان المنافس ليستفيد من الكرة العائدة من الدفاع وهي خاصية تميزه عن بقية المدافعين. لا يخشى المهاجمين مهما كانت قيمتهم وقوتهم حيث يتوجه نحو المهاجم معولا على ذكائه فيترك مسافة قصيرة فاصلة بينه وبين المنافس ويقوم بمراقبة حركاته قبل الانقضاض على الكرة وبالتالي لا يفتك الكرة بطريقة اعتباطية وهنا يعوّل على التغطية التي يؤمّنها له خالد السويسي في حالة خروج الباشطبجي لافتكاك الكرة من المهاجم. يعتمد كثيرا على نقطة ارتكازه المتمثلة في رجليه حيث يحاول تثبيت نفسه من خلال التحرك بشكل عرضي وتغيير الخطوات الى الوراء ليضمن تلك المسافة الفاصلة بينه وبين المهاجم وذلك لتجنب السقوط بعد حركة سريعة لمباغتة المنافس. بنفس الخصال الفنية يتعامل مع الكرات الأرضية حيث يحسن افتكاك الكرة ثم القيام ببناء العمليات الهجومية انطلاقا من الخلف وكثيرا ما يتقدم نحو وسط الميدان للضغط على الفريق المنافس في حالة صعود كل دفاع الافريقي وهذه الوضعية تتطلب لاعبا يملك بعض الفنيات يحسن التعامل مع الكرة من خلال استقبالها وتمريرها بالشكل المناسب. كل هذه الخصال تدعمت بروح قتالية عالية ولعب حماسي ورجولي هي نقطة قوة المدافعين وهو ما جعل البعض يتهمه في بعض الأحيان أنه لاعب عنيف لكنه على العكس من ذلك تماما وهنا يجب أن نحدّد خطوط الفصل بين اللعب الرجولي واللعب العنيف. الغلبة لمدافع الافريقي بالنسبة الى المواجهة المباشرة بين اللاعبين، قال محسن حباشة: «شخصيا أعتقد أن الباشطبجي سيحسم هذه المنافسة الثنائية بينه وبين مايكل انطلاقا من اشتراك اللاعبين في نفس نقاط القوة من الجاهزية البدنية والخبرة والحماسة والمعرفة الكبيرة بأجواء الدربي ولكن ما يرجح كفة الباشطبجي هو قوة كامل خط دفاع الافريقي مما يمكنه من وضع مايكل في عزلة هجومية من خلال دفاع منطقة، مما يجبر مهاجم الترجي على الاتجاه مباشرة نحو مدافع الافريقي لتجاوزه وهنا سيمارس الباشطبجي هوايته المفضلة في المحاصرة الفردية ولن يقدر مايكل على تجاوزه فهو يحسن التعامل مع الكرات الفضائية وبالتالي يمكن أن أجزم أن مايكل لن يسجل من الكرات الفضائية في حين أنه سيجد صعوبة في التعويل على سرعته وتحرّكاته لأن الباشطبجي كذلك سريع ورشيق وسيستفيد من مساندة زملائه في الدفاع والتداول على محاصرة مهاجم الترجي.