«.. منذ ودّعته في مطار تونسقرطاج الدولي لم أره الى حد الآن... خمسة وأربعون يوما لم يستمع الى قهقهات صغيرته ولم يتدفأ بحضن أمه.. آخر كلماته جاءتني في مطار مصر: «لقد اعتقلوني أمن الدولة يا أبي». منذ ذاك الوقت بدأت رحلة البحث عن سامي أحمد (25 سنة) مولود في تونس، لكن دون جدوى. هكذا تحدّث الأب محمد أحمد من أصل مصري ومقيم بتونس عن ابنه الذي سافر الى مصر واختفى منذ أن وطأت قدماه مطار القاهرة. سرّ! السيد محمد احمد بدا لنا يبحث عن سبيل يقوده الى سر اختفاء ابنه الذي ترك وراءه أمّا تذرف الدموع كل يوم وزوجة مشتاقة الى لقياه وابنة (9 شهر) تحاول النطق لتقول ولأول مرة «بابا»... وفي ضوضاء المشاعر الحزينة والأحاسيس الممزّقة بين ظهور سامي من جديد أو اختفائه الى الأبد، يقول والده السيد (محمد) «قبل اختفاء سامي كنا نحيا في كنف عائلة سعيدة متماسكة مع زوجتي (من اصل تونسي) وأولادي... كلمات تمزقها التنهيدات، يواصل كلامه: منذ 27 سنة وأنا مقيم في تونس ولم أشعر بمثل هذه المرارة ولم أمرّ بمثل هذه المأساة التي أحياها اليوم...» استفهامات لحظات من الصمت وكأنه يريد استرجاع الماضي أين كان يصطبح بوجه سامي ليعود فجأة للكلام وكأن بالحاضر يصدمه... لا أدري لماذا تم اعتقاله؟ هذا ما يحيرني، واستفهامات تمزّق فؤادي ما من مجيب، أين هو ابني؟ «فين ودّوه»؟ وقد كان يشتغل في شركة اتصالات تونسية ومنذ سنوات كان ينظم رحلات الى مصر. (2004/2005) لقد سافر بجواز سفر تونسي وفي اتصالي بالسفارة المصرية والتونسية جاءني الردّ من الداخلية المصرية أنه اعتقل على أساس أنه مصري والسبب هو ان بعض التونسيين الذين اصطحبهم في رحلاته لم يعودوا الى تونس وعندما تم القبض عليهم ادعوا ان سامي هو المسؤول عن سفرهم من تونس الى مصر. تلك هي حكاية ولدي سامي يختم السيد احمد حديثه في محاولة منه لإخفاء تلك النبرات المحزنة التي فضحها صوته المرتعش وكلماته المتقطعة لكنه لم يستطع ان يتستّر عن تلك الرغبة في الالتقاء مجددا بابنه وإعادة البسمة لأمه وزوجته ورضيعته. تحركات عائلة السيد محمد أحمد قدمت مطلب تظلم الى رئيس الجمهورية المصرية السيد حسني مبارك وفي انتظار الرد انتقلت الأم سلطانة حمزاوي الى مصر صحبة أبنائها للبحث عن ابنها... الاعلام المصري من جابنه بحث في قضية سامي احمد وتم نشر الخبر في بعض الصحف المصرية.