مأساة العجوز المسنة السيدة عويشة البجاوي أصيلة حي المحاجر بطبربة تعود إلى سنة 1989 حين سافر ابنها المدعو عبد العزيز بن محمد الدعجي إلى ايطاليا بصفة قانونية وبموجب ضمان أبوي على اعتبار عدم بلوغه السن القانونية يحفّه الأمل في مدّ يد المساعدة لعائلته وتحسين وضعهم الاجتماعي ، غير أن الأيام مرّّت ثم تبعتها الأشهر وتلتها السنوات لتختفي آثاره وتنقطع أخباره ... ذلك الاختفاء كان في 1990 إذ غابت رسائله التي عوّد بها عائلته قرابة السنة ودخلت الأسرة في دوامة حيرة وقلق ليموت الوالد بعد معاناة نفسية كبيرة وتظل الأم وحيدة تكابد ظروفها الصعبة بين العمل في الحضائر الفلاحية يقف عوزها المتقع حائلا دون محاولاتها البحث عن فلذة كبدها خارج تونس . وتضيف قائلة:" 22عاما مرت على غياب ابني الذي أكد لي في رسائله في الفترة الأولى انه يعمل موزع مشتقات الحليب بين ايطاليا وفرنسا لكن لم استطع نسيانه وظللت ابكي غيابه طوال تلك المدة أجابه بكل قوة الاستسلام لفكرة أنّه ذهب إلى الأبد وانتظر طرق بابي وسماع خبر سعيد بخصوصه.. وتضيف العجوز أنها سمعت خبرا بعد الثورة وبعد 22 عاما من الغياب من احد جيرانهم الذي عاد مؤخرا من ايطاليا أن ابنها قد انتقل في 1995 للإقامة بالسودان قائلة في هذا الإطار: "أتمنى أن تساعدني مصالح وزارة الخارجية على إيجاد ابني ومدّي بالخبر اليقين."