هربت امرأة مجهولة الهوية برضيعة تبلغ من العمر شهرا فقط كانت بين أحضان طفلة صغيرة لم تبلغ عامها العاشر تجلس في قاعة انتظار بقسم العيادات حيث كان شقيق المخطوفة يتلقى العلاج. حدث هذا قبل يومين بأحد المستشفيات وما تزال التحقيقات في القضية جارية لتحديد هوية الخاطفة . وتعتبر هذه القضية من بين اهم القضايا وأشدها ألما والتي حدثت في غفلة من والدة الرضيعة التي تفطنت لفقدان فلذة كبدها بعد فوات الاوان . وحسب اولى الابحاث في القضية فان الام المنكوبة كانت اتمت وضعها قبل حوالي الشهر لكن ابنها اصيب بحالة مرضية استعجالية استوجبت نقله الى المستشفى لتلقي العلاج وحملت الام معها رضيعتها مستعينة بابنة احدى جاراتها ودخلت المستشفى ومنه قسم العيادات تنتظر دورها . «سرقة» وبعد ؟ حين أتى دور الأم المنكوبة رافقت ابنها الى غرفة المعاينة وحملت معها رضيعتها لكن الفريق الطبي منع دخول الرضيعة تبعا للاجراءات المعمول بها في اقسام الامراض خوفا من انتقال ميكروبات إليها حينها اضطرت الام الى ترك رضيعتها لدى ابنة جارتها التي رافقتها للمستشفى ودخلت غرفة المعاينة مع ابنها. لم يطل غياب الام والاخ طويلا اذ بمجرد مغادرتها الغرفة لم تعثر على رضيعتها ووجدت ابنة الجارة خالية اليدين وكانت الصدمة الكبرى حيث أصيبت الام المسكينة بحالة من الهلع والخوف تسرب بدوره الى كافة الاطارات الطبية والشبه الطبية بحثا عن الرضيعة التي لم ترتو بعد من حليب امها وشملت عملية البحث كافة ارجاء المستشفى لكن المرأة المجهولة كانت قد غادرت بلا رجعة. وبسماع الطفلة الصغيرة المرافقة للام المنكوبة اكدت انها كانت تجلس الى الكرسي وبين احضانها الرضيعة حين تقدمت منها امرأة في مقتبل العمر وطلبت منها بكل لطف ان تشتري لها علب ياغرت من بائع منتصب امام المستشفى وسلمتها مقابل ذلك مبلغ دينار فانطلت الحيلة على الطفلة الصغيرة التي تركت الرضيعة للمرأة المجهولة وغادرت قاعة الانتظار في اتجاه البائع المنتصب لكن حين عودتها لم تعثر على المرأة ولا على الرضيعة . التحقيقات جارية ببلوغ الامر اعوان الأمن الوطني بالمنطقة تم اعلام النيابة العمومية ومنها فتح تحقيق في الغرض لمعرفة مصير الرضيعة وكشف هوية المرأة المجهولة التي استولت على فلذة كبد ام ما تزال نافسا . الامل موجود رغم ما احاط القضية من غموض حول المرأة المجهولة التي يبدو انها ترصدت ضحيتها لتستولي لها على فلذة كبدها فإن أمل العثور على الرضيعة قائم. المستشفى بريء من جهة أخرى اتصلت «الشروق» بالسيد المدير العام للمستشفى الذي اكد ان مؤسسته لا تتحمل أي مسؤولية في ما حصل باعتبار ان الرضيعة ليست مقيمة وانها كانت داخل قسم الاستعجالي رفقة امها التي تركتها في حوزة طفلة صغيرة لا تعي شيئا والتي سلمتها الى السيدة المجهولة عن طواعية بعد ان تحيلت عليها لصغر سنها الا ان كافة الاطارات المتواجدة بالمستشفى ساهموا بتقديم كل المعلومات التي من شانها ان تساعد في إعادة الرضيعة الى أحضان أمها . كاميراوات للمراقبة ... لمَ لا ؟ الملاحظ أن المستشفى الذي حدثت فيه الواقعة يفتقد الى كاميراوات مراقبة شأنه شان باقي مستشفياتنا الجامعية والمحلية رغم اهمية هذه الكاميراوات اليوم في تحقيق العدل وضمان الحقوق رغم انها قد تخترق الحريات الفردية. وكانت «الشروق» اشارت في مقالات سابقة الى ضرورة تركيب مثل هذه الاجهزة الالكترونية لا لشيء سوى لحماية حق المواطن وضمان امنه وكذلك تحقيق العدالة في مجال الحقوق. فما تسجله الكاميراوات يعتبر دليلا ماديا على ارتكاب فرد ما جريمة ومن شأنها ان تبرأ غيره اذ كان مظلوما.