تنظر الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف قريبا في ملف قضية تورط فيها 148 كهلا وشابا بتهمة تبادل العنف الشديد الناجم عنه الموت أثناء معركة جدت بأحد أرياف ولاية القصرين خلال الربيع الماضي وأفادت المعلومات أن أعوان الحرس الوطني بالقصرين تلقوا مكالمة هاتفية من عمدة المنطقة حول معركة اندلعت بين عائلتين بأحد أرياف القصرين تبادل فيها الطرفان العنف بالعصي وخلفت قتيلا وأضرارا بدنية متفاوتة الخطورة تمّ على إثرها نقل الجثة والمصابين الى مستشفى المكان. وتحول أعوان الحرس الوطني رفقة قاضي التحقيق الى مستشفى المكان حيث عاينوا الجثة والمتضررين ثم شرعوا في البحث وألقوا القبض على 18 كهلا وشابا تتراوح أعمارهم بين 25 و50 سنة وبجلبهم الى المركز اعترفوا بأنهم كانوا في خلاف مستمر من أجل حدود الأرض الأمر الذي ولّد مشاعر عدوانية في كيان أفراد العائلتين وجعلهم يتحيّنون الفرصة السانحة للانتقام من بعضهم حتى جاء اليوم الذي اندلعت فيه المعركة إثر تسرّب قطيع أغنام الى الأرض المتنازع عليها وتحولت المعركة سريعا الى تبادل العنف بالعصي ولم تهدأ حتى سقط أحدهم جثة هامدة بعد أن تلقى عدة ضربات قوية بالعصا على مستوى رأسه. عندها عمّت الفوضى المكان وتدخل سكان القرية ونقلوا الجثة والمصابين الى مستشفى القصرين حيث تبيّن أن وفاة الهالك كانت ناتجة عن إصابات حادة بجسم صلب على مستوى رأسه وصدره وظهره واحتفظ بالمصابين تحت العناية المركزة حتى تماثلوا للشفاء وتسلّم كل واحد منهم شهادة طبية تشخّص الأضرار التي لحقته جرّاء الاعتداء. ومثل المتهمون أمام قاضي التحقيق وكرّروا اعترافاتهم فأصدر في شأن البعض منهم قرارا يقضي بإيداعهم سجن الايقاف وإطلاق سراح البعض الآخر في انتظار عرض الجميع على الدائرة الجنائية بتهمتي الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت والمشاركة في معركة.