بعد إشرافه على حظوظ أندية خليجية وأخرى مغربية حلّ المدرب كمال الزواغي بتونس ليجد فرصته في مستقبل القصرين الذي بدأ مشواره معه في الجولة الرابعة وخرج منه اضطرارا في الجولة الحادية عشرة بعد إعلان انسحابه... وقد حصل خلال هذه الفترة خمس نقاط اثر تعادلين حقّقهما مستقبل القصرين أمام كل من الاتحاد المنستيري (22) والنادي البنزرتي (00) وانتصار على القواعد على حساب أمل حمام سوسة (21) وأيضا إثر فوز على حساب الأهلي الصفاقسي أهله للترشح للدور ثمن النهائي... ومقابل ذلك كانت الهزائم في الداخل والخارج أمام كل من الشبيبة القيروانية والملعب التونسي والافريقي والأولمبي الباجي وترجي جرجيس. «الشروق» تحدثت معه وهو على كرسيّ الاعتراف واستجلت الحقائق والأسباب أكثر منه فكان الحوار معه كالآتي: هل كانت النتائج الهزيلة لمستقبل القصرين وراء انسحابك... أم أن أسبابا أخرى أجبرتك على الرحيل؟ أولا لابد من التوضيح أنني دخلت مستقبل القصرين وهو في ظروف صعبة جدا وذلك على أكثر من مستوى بما في ذلك المادية والرصيد البشري المحدود والاصابات كتلك التي تعرض اليها أيمن الرهيفي وحسان النصري وموسى ماريو وكنت مع ذلك أدرك أن التجاوز ممكن مهما كانت الصعوبة غير أن المشاكل الأخرى التي تهم الصراعات والانشقاقات الداخلية وسوء التفاهم الجلي بين رئيس الجمعية ونائبه وتكتل بعض أطراف من الجماهير مع هذه المجموعة ومع تلك... كلها تعتبر صعبة وخارجة عن نطاقي ولذلك أعود وأؤكد أنني حرصت على خلق عنصر الانسجام مع اللاعبين فيما بينهم في كنف وضع برمجة تؤهل الفريق للنجاح خلال المرحلة القادمة ولكن... وفي ظل تلك الصراعات ودفاعا عن اللاعبين الذين تعرضوا لكل أشكال السبّ والشتم دون أيّ مبرّر وجدت نفسي مجبرا على الرّحيل. هل هذا يعني أنّك خفت من المجهول في ظل التكتلات؟ أنا لا أخاف من أي عمل طالما أنني اخترت مهنة التدريب ولذلك قبلت المهمة وربما جازفت كما يعتقد البعض خاصة أنني أحترم مستقبل القصرين وعراقته وحجمه ورجالاته كما أحترم رئيسه السيد محمد الزعبي غير أنني وان لم تكن لي أي مشكلة لا مع المسيرين ولا الجمهور (الذي بالمناسبة هاتفني بعد خروجي منه أكثر من خمسين (50) محبا مقترحا عودتي) ولا أيضا مع اللاعبين وبالتالي فإن ما أخشاه فعلا هو الصراع في صلب الهيئة المديرة نفسها وهذا أمر من الصعب جدا معالجته خاصة أن المدرب له مهمة تخص الشؤون الفنية وبالتالي فإنه كطرف من جملة كل تلك الأطراف لا يستطيع الانصهار مع أو في أي كتلة وهو أمر لا يشجع الا على الرحيل على الرغم من أنني حققت تقريبا نسبة (60٪) من الهدف الذي جئت من أجله وتنازلت على جرايتي للشهر الأخير بحكم أنني انسحبت بمحض إرادتي. وانسحاب مساعدك محمد علي التباسي قبل توضيح أسباب خروجه.. هل له من تفسير؟ ليست لي مشكلة مع محمد علي التباسي الذي أعتبره لاعبا سابقا كبيرا وله حجمه وصيته.. وحتى لما نشر رسالته التي تضمنت إساءة لي لم أردّ عليه لسبب واحد وهو أنني مازلت أحترمه كلاعب سابق متألق من جهة وخدمة لمستقبل القصرين من جهة ثانية. ولكن يقال أنك أنت الذي نصحت رئيس مستقبل القصرين بانتداب فاروق الجنحاوي كخليفة لك؟ نعم.. أنا الذي نصحت سي محمد الزعبي بذلك باعتبار أنني أعرف فاروق جيدا منذ كان لاعبا سواء كإنسان متخلق وطيب أو كمدرب طموح وكابن الجمعية والقادر على إنجاح المسيرة وأتمنى له كل التوفيق كما أتمنى الصحوة لمستقبل القصرين والانسجام لمختلف عناصره. نعود لنؤكد أن الجمهور طالب وفي أكثر من مناسبة برحيلك حتى وإن أكدت أنه ليس لك مشكلة معه؟ قد تكون قلّة قليلة من هذا الجمهور والمدفوعة من هذا الطرف أو من ذاك للإطاحة بمستقبل القصرين طالما أن سي محمد الزعبي رئيس له.. أما البقية والأغلبية وكما أشرت كانت إلى جانبي ومازالت تطلبني ولم أجد أي مشكل منها.. وحتى تلك القلة القليلة فقد كانت تتهم اللاعبين بالتخاذل وتشتمهم حتى قبل إعلان الحكم عن بداية اللقاء.. (أي لقاء) والحال أن في القصرين حرصت على الحفاظ على أبنائي اللاعبين والدفاع عنهم خاصة أن الرصيد الموجود والمتوفر ليس له بدلاء بالمعنى الفعلي لتعويضه في صورة تعرض أي كان لإصابة أو تغيب أو ما شابه ذلك. هل أنت مرتاح البال بعد انسحابك من القصرين.. وهل ترى أن بداية تجربتك في تونس كانت فاشلة؟ مرتاح البال والضمير وسأظل كذلك طالما أنني قمت بواجبي و«حلّلت خبزتي».. أما عن فشلي في بداية التجربة مع فريق أكابر في الرابطة الأولى فلا أعتقد ذلك طالما أنني حققت (60٪) من الهدف الذي تحولت من أجله إلى القصرين وطالما أن الفريق تحمل كل تلك الصعوبات والانشقاقات لمدة غير قصيرة وكل التمهيدات له متوفرة لتسجيل استفاقته بشرط أن ينسجم عناصر هذا الفريق الذي أكن له كل التقدير.. ثم إن الفشل والنجاح عنصران لا بدّ منهما في مسيرة كل إنسان مهما كانت مهمته ودوره في الحياة.