هدّد قادة الدول الأوروبية المجتمعون أمس في بروكسيل باللجوء إلى «اجراءات إضافية» ضد إيران في حال استمرّ عدم تعاونها مع المجتمع الدولي على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل وهو ما لم يستبعده وزير الدفاع الأمريكي نفسه الذي توعد طهران بما قال «إنها عقوبات جديدة هامة». وفي اليوم الثاني من قمتهم الرسمية الأخيرة لهذا العام أشار قادة الدول الأوروبية إلى أن «الاجراءات المستقبلية المحتملة» تجاه إيران تأتي ضمن ما أسموها المقاربة المزدوجة التي دأب المجتمع الدولي على التعامل بموجبها مع إيران والقاضية باستمرار دعوة إيران إلى حوار بنّاء مع الدول الست لتهدئة مخاوف المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي واللجوء من جهة أخرى إلى إجراءات تتخذ ضمن إطار مجلس الأمن الدولي.. قلق وشدّد القادة الأوروبيون في مسودة بيانهم الختامي على تصاعد القلق الدولي جراء إعلان طهران نيتها بناء منشآت نووية جديدة ورفضها المستمر التجاوب مع عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاء في مسودة البيان ان إمعان ايران في رفض المقترحات الدولية يقتضي ردا واضحا من المجموعة الدولية. وذكّر الاتحاد الأوروبي إيران بوجوب احترام التزاماتها بمقتضى المواثيق الانسانية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المتظاهرين. وقال فريديريك راينهارت، رئيس وزراء السويد، رئيس القمة الأوروبية «إنه من المهم وقوف مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي جنبا إلى جنب وتبني موقف حازم من إيران في ما يتعلّق بالملف النووي». ويعكس البيان نفاد صبر الدول الأوروبية جراء ما تصفها ب«المماطلة الإيرانية» في تقديم ردّ نهائي على العرض الدولي. تحذير بريطاني وصرّح مندوب بريطانيا في الأممالمتحدة مارك غرانت بأن المناقشات بشأن فرض عقوبات جديدة على طهران ستبدأ في العام الجديد إذا لم تقدم طهران تطمينات للمجتمع الدولي حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وقال المندوب الفرنسي جيرار أورو «إننا نوجه الدعوة الأخيرة إلى إيران للاستجابة إلى هذه المطالب» مضيفا: «إذا لم تستجب فستطرح فرنسا قرارا جديدا لفرض عقوبات». من جانبه توقع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس معاقبة إيران «إذا لم يبدّل الايرانيون نهجهم ويوافقوا على القيام بما سبق ووافقوا عليه في مطلع أكتوبر الماضي». وأدلى غيتس بهذا التصريح خلال زيارة إلى شمال افريقيا وجاء بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أن إيران قد تواجه عقوبات جديدة.