أصبح الممثل المسرحي الموضوع الأساسي الذي تتناوله الأعمال المسرحية التونسيةالجديدة، وكل هذه المسرحيات سواء المنجزة منها او التي لازالت بصدد التحضير، تتناول الوضعية الصعبة للممثل المسرحي. فمن «حقائب» جعفر القاسمي الى «عاش يتمنى» (زهير الرايس) ومنه الى «الممثل والملك لير» لهشام رستم ، ولئن كانت الأولى أي «حقائب» مسرحية كتب نصها «يوسف البحري» وأخرجها جعفر القاسمي عالجت الى جانب وضعية الممثل وضعية المسرح عموما وبأسلوب لا يخلو من الطرافة فان مسرحية «عاش يتمنّى» اقتبسها مخرجها «زهير الرايس» عن نص «أغنية التو» لانطوان تشيكوف، وعالج فيها وضعية الممثل المسرحي في آخر مسيرته الفنية. وأما مسرحية «الممثل والملك لير» فان مخرجها هشام رستم عاد بنا من خلالها الى نص «أنشودة البجع» وهو نص لتشيكوف كذلك. وبالاضافة الى هذه الأعمال المسرحية الجديدة، فان المسرحية التي اخرجها «منير العرقي» «مائة نجمة ونجمة» والتي ستعرض قريبا. تتناول بدورها موضوع الممثل وهي في الواقع مسرحية تكرم مجموعة من نجوم المسرح التونسي. وأعدت خصيصا للاحتفال بمائوية المسرح التونسي. واذا اضفنا مسرحية «شواطئ الحكة» للمخرج «صالح حمودة» ومسرحية «ويل» للمخرج المسرحي توفيق الجبالي. فان الأعمال المسرحية التونسية التي تتحدث عن وضعية الممثل المسرحي والصعوبات التي يعانيها تضاعفت خلال هذا العام ففي نفس السنة أربع مسرحيات اهتمت بالممثل وقبل سنتين «شواطئ الحكة» عالجت هذه المسألة هذا فضلا عن مسرحية «كرمان أنا» المخرج حاتم مرعوب التي تناولت علاقة المخرج بالممثل في الفن الرابع مند ثلاث سنوات تقريبا. اذن في سنة الاحتفال بمائوية المسرح التونسي، أربعة أعمال مسرحية جديدة تناولت اشكاليات أو وضعية الممثل المسرحي في تونس. وبغض النظر في القيمة الجمالية والفنية لهذه الأعمال فانها بقدر ما تحدثت في وضعية الممثل ببلادنا بقدر ما غيبت الدعم المسرحي الذي ما فتئت تقدمه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للمسرحيين والذي بلغ أرقاما هامة جدا تؤكد ان المسرح التونسي من خلال هذا الدعم يتميز عن المسرح في البلدان العربية الأخرى التي لا تعرف مثل هذا الدعم ولعل هذه الميزة جعلت المسرح التونسي رائدا عربيا. دعم الوزارة في حد ذاته يحتاج الى نقاش الا أن الأهم وجود هذا الدعم، وهذا كفيل بدفع المسرح التونسي دوما نحو الريادة على الأقل عربيا. ومن خلال ما سبق ذكره يمكن القول ان الممثل المسرحي اصبح موضوعا مسرحيا كثير التناول أو بالأحرى «موضة مسرحية تونسية» لكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو هل ثمة أزمة نصوص مسرحية، جعلت الممثل المسرحي موضوعا لأربعة أعمال مسرحية في 2009؟