حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    هل التونسيون معنيون بالمتحور الجديد للكورونا Flirt؟    الكاف: مهرجان ميو يحتفي بفلسطين    وزيرة الأسرة تستقبل وزيرة التّنمية الاجتماعيّة بسلطنة عمان    فيضانات تغرق هذه المناطق    جمعية المحامين الشبان تودع شكاية في التعذيب وتدعو رئيس الجمهورية إلى الاطلاع على ملف بوزقروبة    القيروان انقاذ طفل سقط في بئر    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحيين الى القيام بالمداواة الوقائية ضد مرض "الميلديو" باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها    كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار – مدير عام معهد الإحصاء    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    الإعلامي زياد الهاني يمثل أمام القضاء..    آخر كلمات الإعلامي الرياضي أحمد نوير قبل رحيله...رحمه الله    خلال شهر أفريل : رصد 20 اعتداء على الصحفيين/ات من أصل 25 إشعارا    البنك الأوروبي لإعادة الأعمار وشركة خاصة يوقّعان إتفاقيّة تمويل مشروع للطاقات المتجدّدة بفريانة    القيروان: الاحتفاظ ب 8 أشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوت هويّة ويعملون بشركة فلاحيّة    سيف الله اللطيف ينتقل الى الدوري الهولندي الممتاز    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    سليانة: توقّعات بتراجع صابة حب الملوك في مكثر    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    سيدي بوزيد: وفاة كهل وزوجته في حادث مرور    قابس: عدد الأضاحي تراجعت هذه السنة    إتحاد الفلاحة : كتلة أجور موظفي إتحاد الفلاحة 6 مليارات و700 ألف دينار    البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم    القصرين: وفاة شاب في حادث مرور    حجز 900 قرص مخدر نوع "ايريكا"..    بعد تسجيل الحالة الرابعة من نوعها.. مرض جديد يثير القلق    عاجل : الكشف عن مصنع عشوائي لتعليب المنتوجات الغذائية و الأمن يتدخل    إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة للكيان الصهيوني من الرسو في موانئها    حريق بمستودع بين المروج 6 ونعسان    هام/ مناظرة لانتداب 34 متصرفا بالبريد التونسي..    اتحاد الفلاحة: أسعار أضاحي العيد ستكون باهضة .. التفاصيل    ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا : الترجي يستضيف الاهلي برغبة تعبيد الطريق نحو الظفر باللقب    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    عاجل : ليفربول يعلن رحيل هذا اللاعب نهاية الموسم    انتخاب تونس عضوا بالمجلس الوزاري الإفريقي المعني بالأرصاد الجوية    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    نجاح الأسرة في الإسلام ..حب الأم عبادة... وحب الزوجة سعادة !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    الجزائر تواجه الحرائق مجدّدا.. والسلطات تكافح لاحتوائها    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    غزة.. سقوط شهداء في غارة إسرائيلية على مدرسة    الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار في كنيس بشمال غرب البلاد    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    الصحة العالمية.. استهلاك الملح بكثرة يقتل 10 آلاف شخص يوميا في أوروبا    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ فتحي المولدي يفتح قلبه ل «الشروق»: الجامعة احتكرت كل شيء... والرابطة أصبحت «قباضة مالية»
نشر في الشروق يوم 12 - 12 - 2009

هو رجل قانون وأستاذ جامعي ورياضي سابق وناقد اعلامي... برز بجرأته وصراحته ومعانقته التميز والتألق في أي قطاع دخله حتى أصبح ظاهرة اجتماعية ومعرفية تجاوز إشعاعها الحدود... إنه جمع في صيغة الفرد... هو ذا الأستاذ فتحي المولدي المعروف بدماثة أخلاقه وتواضعه الكبير الذي عزّز محبّة الناس له حتى أنه أصبح لا يشق بعض المسافات القصيرة الا واستوقفه أكثر من واحد سواء للتعبير عن الاعجاب به أو لشكره على دفاعه عن البؤساء في حصة «الحق معاك» التي يعتبر أحد عناصرها البارزين... أو عن تجلياته الواضحة التي أفاد بها الرأي العام حين كان في حصة «بالمكشوف» أو في غير ذلك مثل التعابير والمصطلحات التي يختارها في المواضيع الهادفة التي ظل ينشرها على مرّ السنين على أعمدة الصحافة...
«الشروق» اختارت أن يكون هذا الظاهرة ضيفا على قسمها الرياضي فلم يتردّد في قبول الدعوة والحوار... وهذا ما دار بيننا.
من أين نبدأ هذا الحوار... وأنت زميل في الإعلام ولاعب سابق ورجل قانون وناقد رياضي... والأهم من ذلك أنك ناجح؟
«منين تحبّ» خاصة أن كل تلك الصفات تبقى نعمة من ا& سبحانه وتعالى والفضل في كل ذلك يعود للوالدين الأكرمين ولكل من علمني حرفا من الذين درسوني وأيضا لضاحية «باب سعدون» ولشبيبة العمران وللمحيط الذي كانت تربيت فيه... وما أعتز به هو أنني ولدت وأنا أحمل شعار حب الناس وفعل الخير غير أنه ومع ذلك فإن الاجماع غاية لا تدرك ولكن السعي سيظل متواصلا ومستمرا ان شاء ا& الى ادخال الفرحة للناس ولأكثر عدد ممكن من طلبتي وأيضا للذين دافعت عنهم وكل من يعترضونني في الطريق أو في أي فضاء آخر.
أستاذ... لو نتحدث عن البدايات كرياضي... فماذا تقول؟
بدأت مشواري الكروي في «باب سعدون» وتحديدا في «فورج مول» الفضاء العسكري (أو الثكنة) التي تتسع لعديد الميادين الرياضية والتي كانت قريبة جدا من محلّ سكنى والديّ حيث كنت أمارس كرة القدم رفقة مجموعة كبيرة من الأصدقاء والأجوار وأنا طفل صغير قبل التحول الى شبيبة العمران ثم الى الترجي الرياضي مرورا بالرياضة المدرسية ومنتخبي المدارس والأداني... وقد أشرف على تدريبي علىسبيل المثال في الرياضة المدرسية كل من مراد محجوب وسالم كريم كما كان الى جانبي وأنا في «جي.آس.أو» أو في العمران كل من نجيب غميض ومحمد علي موسى ومحمد العياري وأيضا حمادي الباهي قبل تحوله الى الملعب التونسي دون التردّد في التأكيد على أن شبيبة العمران مدرسة عريقة على كل الواجهات ولها الفضل الكبير في صقل مواهبي وتكوين شخصيتي... الا أنه ورغم موهبتي وتعلقي بالرياضة ككل اخترت وبصفة فجئية الاعتزال المبكر من الرياضة المدنية والتفرغ للدراسة بالمعهد الصادقي.
وكإعلامي... وأنت درست الحقوق، هل من تفسير؟
الفضل في دخول عالم الصحافة يعود الى الاعلامي الكبير رحمه ا& سي فوزي العزّي وهو ابن حيّ باب سعدون ويعرفني متيما بحب الرياضة ومطلعا على الأخبار الرياضية الوطنية منها والعالمية والذي كان رئيس تحرير جريدة «تونس هبدو Tunis Hebdo» عند بعثها حيث اقترح عليّ دخول هذا العالم وبفضل ا& وبدعم سي فوزي وبتشجيع كبير من مدير الجريدة سي محمد بن يوسف الذي رأى أنني منصهر في الاعلام الرياضي بشكل كبير حملني مسؤولية رئاسة قسم الرياضة... وبالتالي فأنا ابن الصحافة الرياضية المكتوبة ولمدة 29 سنة متتالية دون توقف قبل التحول الى جريدة «لوطون Le Temps».
الجوانب الذاتية... أو الوجه الآخر الذي لا يعرفها الرأي العام عن الأستاذ فتحي المولدي... هل تسمح لنا باقتحامها؟
بدون شك... ولا إحراج في ذلك حيث أنني رب عائلة متكونة من الحرم المصون ومن بنتين إيناس وهي دكتورة في علم النفس ونالها شرف التحصل على الشهادة بامتياز من سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، وسناء وهي طالبة في المعهد الأعلى للتصرف وقد اختارت هي أيضا ميدانا بعيدا عما اختاره والدها وأيضا من ابن وهو سفيان الذي هو على مشارف الباكالوريا (العام المقبل إن شاء ا&) وأتمنى أن يسلك في دراسته المحاماة ويقتفي أثري...
بعضهم مازال يتساءل عن سرّ «اللحية»... فهل من تفسير لرفع الغشاوة أمام هذا البعض؟
من حقّ هذا البعض أن يتساءل ومن واجبي أن أفسر له قائلا بأن كل ما في الأمر أنني اخترت ذلك بصفة بعيدة عن كل الايديولوجيات والألوان بقدر ما كانت اختيارا عاديا منذ سنة 1976 وهو تاريخ دخولي كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس والى يومنا هذا لم أحلقها... أي منذ 33 سنة.
أنت وفيّ لهذه «اللحية»... ولكن ألم يقترح عليك أي كان حلاقتها؟
لحيتي هذه وفيّ لها كما أنا وفيّ لفعل الخير وخدمة الناس الذين تكمن راحتي في راحتهم وكان عديد المقربين وغيرهم قد اقترح علي حلاقتها ولكنني اعتذرت لهم بما في ذلك الرئيس السابق رحمه ا& الحبيب بورقيبة الذي استقبلني في حفل توزيع جائزة رئيس الجمهورية في يوم العلم في شهر جوان 1981 حيث عند تسليمه لي الجائزة وكان الحفل يبث بصفة مباشرة في قناة تونس 7 حاليا و(أ.ت.ت) سابقا كان يحدثني ولمدة عشر دقائق تقريبا عن لحية كارل ماركس وغيره حينا ويؤكد أن اللحية قد تترك بعض شذرات الصابون أو غيره وبالتالي فإن حلقها يكون أفضل... ولكنني مع ذلك وبكل لطف ظللت وفيا للحيتي ولم أحلقها.
بعد انتهاء المكتوب مع «حنبعل» وبعد «بالمكشوف» تحولت الى حصة «الحق معاك» الاجتماعية القانونية... ويبدو أن في الأفق عودة للحصص التلفزية الرياضية مع مؤسسة «كاكتيس»؟
فعلا سنعود وبصفة رسمية للحصص الرياضية التلفزية وسيكون موعد الانطلاق يوم 9 جانفي المقبل وذلك لمدة 23 يوما أو حصة مباشرة ليلية وذلك على قناة تونس 7 بداية من العاشرة ليلا حيث ستتضمن كل حصة الحديث عن كل ما يحيط بنهائيات كأس افريقيا للأمم بأنغولا 2010... وأعتقد أن البرنامج ضخم حيث حجم ضيوفه والمفاجآت العديدة الأخرى والمبعوثين المكلفين بالاتصالات المباشرة اليومية وغير ذلك من المفاجآت التي سيكتشفها المشاهد في الحصة المنتظر بثها بداية من 9 جانفي القادم كما كنت أشرت الى ذلك...
وبالمناسبة فإن حصة «الحق معاك» ستتوقف بصفة مؤقتة خلال «الكان».
المشهد الكروي... كناقد اعلامي رياضي... كيف تراه قبل وبعد نكسة الموزمبيق؟
للأسف أرى أن مشهدنا الكروي يغلب عليه الحزن وذلك بسبب عدم التأهل للمونديال لجنوب افريقيا 2010 والذي أعتبره كارثة في حدّ ذاته دون تلاعب بالألفاظ والكلمات وكذلك بسبب الهستيريا التي تزامنت مع هذا الانسحاب المرّ والتي فقد فيها الجميع مبدأ النسبية والنقد النزيه والبحث عن الحلول دون اتهامات وتصفية حسابات... وإنني متأكد من أن المشاهد التونسي وقع تحت مرارة الانسحاب من جهة ومرارة الهستيريا من جهة ثانية والتي رافقت هذا الانسحاب حيث أصبح كل واحد «شايل سيفه» على حدّ تأكيد عادل إمام... ولمن شتم أكثر... والحال أن التونسي ليس متطرفا ولكن ما رأيناه كان تطرفا وللأسف... وما أتمناه حاليا هو أن تكون مشاركتنا في «كان» أنغولا الانطلاقة الجديدة لكرتنا التونسية هذه الكرة التي تستدعي مراجعة تامة لقوانينها وهياكلها وللأشخاص المشرفين عليها وذلك بضخ دماء وأسماء جديدة لأنه وكما يقول المثل الفرنسي «لا يمكن أم نجدّد بالقديم».
كما أنني أخشى ما أخشاه هو أن تعيدها النتائج الممتازة التي قد تتحقق الى نقطة الصفر وأن تنسينا وجوب القيام بكل المراجعات والتغييرات والتعديلات.
هل تعتقد أن الحلّ الحالي يكمن في انتداب فوزي البنزرتي للإشراف على تدريب منتخبنا الوطني؟
فوزي البنزرتي لم يتم تعيينه بقدر ما تم انتخابه ولأول مرة في تاريخ الكرة التونسية وذلك بالاجماع ومن مختلف الأطراف ولكن من الغباء والخطإ أن نعتقد أن فوزي سيصلح الكرة التونسية وبالتالي فإنه لا يمكن أن «الحربوشة» المسكّنة باعتبار أن كرتنا تستوجب عملية جراحية على القلب المفتوح ولا «الحرابش» المهدئة أو المسكن كما أنه لا يمكن أن يكون بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة... وربما وكحلّ وقتي فهو ضروري للمنتخب لتهدئة الأجواء الرياضية... أما المشاكل الحقيقية فإنني أعتبرها أعمق وتستوجب التدخل من عديد الأطراف وعلى كل المستويات وبالمناسبة أحمد ا& أن سلطة الاشراف مقتنعة بضرورة التغييرات والتعديلات.
إذا تم إقرار عقد الجلسات العامة لمختلف الجامعات حسب المراحل الأولمبية... ألا تعتقد أن عقد الجلسات العامة لجامعة كرة القدم من المفروض أن يكون مرتبطا بالمراحل «المونديالية» خاصة أن نيابة المكتب الجامعي تدوم أربع سنوات وتتماشى ومواعيد كأس العالم؟
القانون الأساسي لجامعة كرة القدم في فترات سابقة كان قد ربط الجلسات العامة بمواعيد «المونديال».. وهذا منطقي... وأعتقد أنه ومبدئيا تنتهي نيابة المكتب الجامعي الحالي... ويجب أن يكون المكتب الجامعي لكرة القدم الاستثناء على مستوى المكاتب الجامعية للرياضات الأخرى خاصة أننا لم نهتم بالفرق للمراحل الأولمبية ولم نعدها لذلك... وبالتالي يجب أن تكون نيابة المكتب الجامعي لكرة القدم هذه مرتبطة بالمونديال ولا بغيره ولا خيار في ذلك وكأس العالم هو الأساس باعتبار أن النيابة تدوم أربع سنوات ولابد إذن من مكتب جامعي جديد وهي ضرورة حتمية لها أهدافها المرتبطة بمرحلة المونديال وبالتالي لابد من جلسة عامة خلال سنة 2010 للاعداد طيلة نيابة كاملة لمونديال 2014.
قرار مبدإ القائمات... كيف تراه؟
لهذا القرار مزاياه بشرط التناغم والتفاهم والتماسك بين عناصر هذه القائمة أو تلك ولكن ما أراه حاليا وما اتضح جليا هو أن هذا النظام الخاص بالقائمات يلغي وينفي كل جانب ديمقراطي في هذه الانتخابات وأعتقد أن الاستقالات التي برزت منذ الأيام الأولى لصعود قائمة المكتب الجامعي الحالي أكدت عدم التماسك والتفاهم... كما أعتقد أنه وبعد انسحاب رئيس الجامعة نفسه وهو رئيس القائمة الطاهر صيود وقبله رضا عياد قبل أن تأتي استقالة جلال بن تقية في موعدها باعتبار أنني أرى أن القرار جريء وشجاع جدا في ظل صمت ولا مبالاة المكتب الجامعي من جهة وبعد فشل هذا المكتب الجامعي في تأهيل منتخبنا للمونديال كان لابد من الاستقالة الجماعية... وأعتقد أنه وبعد «الكان» بأنغولا لابد من الاستقالة الجماعية هذه باعتبار أنه الحلّ المناسب والمرتبط بالمرحلة «المونديالية» التي كنا أشرنا اليها وأعتقد من جهة أخرى أنه وقبل دخول نظام القائمات كان التعيين يشمل الثلث مقابل انتخاب الثلثين أما اليوم فإن التعيين أصبح يشمل كل الأفراد والعناصر وذلك بسبب كيفية «انتخاب» القوائم بتلك «الديمقراطية الظاهرة» وبالتالي لا مفر من تغيير الطبيعة القانونية للجمعيات وللفرق في تونس.
هذا سؤال آخر يخص قانون الجمعيات الرياضية؟
أعود لأقول أنه لا مفر من تغيير الطبيعة القانونية اذ يجب الابقاء على قانون الجمعيات بالنسبة لأندية الهواة وإلزام الأندية المحترفة بالدخول تحت طائلة قانون الشركات التجارية وهو النظام القانوني المعتمد في فرنسا مثلا اذ لا يحصل أي فريق على غرار أولمبيك مرسيليا أو ليون أو غيرها على أي مليم ومن أي سلطة محلية كانت أو وطنية باعتبار أن القانون يمنع ذلك مقابل منح الأموال المتأتية من الدولة لتمويل كرة القدم لأندية الهواة وأعتقد بالمناسبة أن الشركات ذات الغاية الرياضية (SOS) تخصص لأندية الهواة التي من المفروض أن تناشد حسب طريقتي الخاصة السلط الرياضية وتقول لها إنني أغرق... أغرق وأن (SOS) لنا... كما أنه واضافة الى ذلك لابد أن تكون الأندية المحترفة مستقلة وهنا لا تتوفر الاستقلالية بالحصول على التمويلات من الغير (تبعية الغير) كما على رئيس الجامعة على أقل تقدير أن يكون محترفا وأن يتفرغ وتكون جرايته الشهرية من الجامعة كما هو معمول به في العالم لأنه لا يستطيع أن يدير هيكلا في حجم الجامعة وما تحمله من ضغوطات ومراسلات ومسؤوليات دون أن يتفرغ له أما عن احتراف الحكام فيكفي التساؤل: كيف نحاسب حكما والحال أن اللاعب يحصل على منحة تدرك 10 آلاف دينار أحيانا والحكم الذي بين صفارته مصير المباراة لا يتقاضى أكثر من 200 دينار؟
لو نعود لحظوظ منتخبنا الوطني في «الكان» أنغولا 2010؟
قد لا أكون صادقا اذا قلت أن حظوظنا كبيرة... ومن يدّعي المعرفة ما عليه الا أن يقول لنا باعتبار أن فريقنا الوطني ظل نقطة استفهام كبيرة ومحيّرة حيث أنه وبقدر ما هو يستطيع التألق فإنه قادر أيضا على الانسحاب منذ الدور الأول وذلك نتيجة لغياب المرجعية والثوابت التي يمكن اعتمادها ليبقى حديث الغيب وبالتالي علينا أن لا «نهبّل» الرأي العام بالأحلام باعتبار أن منتخبنا متّسم بالضبابية ولا يمكن تفكيك رموزه الا بعد مشاهدة عمل السيد فوزي البنزرتي وخاصة على مستوى كيفية تجاوب اللاعبين مع طريقة عمله وأسلوبه وهذا أمر ليس بالسهل... كما لابد من معرفة مدى تناغم اللاعبين الناشطين في البطولات الأخرى معه من عدمه وفي ذلك يمكن الوقوف على حقيقة الترفيع في النسب أو في التقليص منها.
المحترفون خارج الحدود... هل تعتقد أنهم قدموا الاضافة... وأنهم أفضل من لاعبينا في تونس؟
هذا أمر فرضه علينا لومار باعتبار أن في عقليته أن اللاعب «البناك» أو البديل في الخارج أفضل من اللاعب الأساسي في بطولتنا التونسية باعتبار أن طرق التمرين هناك في ذهنه بعيدة كل البعد عما هو في تونس... وهذا مركب (complexe) زرعه كما أشرت لومار (ربي يهديه)... أما عمليا ولو نعود الى قائمة اللاعبين الذين ينشطون خارج تونس والذين ساهموا في احرازنا على تاج افريقيا 2004 فإننا نجد عددهم قليل جدا... وفي العام أتساءل من قدم من لاعبينا في الخارج الاضافة الحقيقية وكان نجما ساطعا وبلا منازع وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنه؟ والجواب: لا أحد... رغم أن هناك بعضهم على غرار النفطي وعادل الشاذلي وياسين الميكاري وبعضهم القليل... ولكن اضافتهم ليست استثنائية ولا خارقة للعادة وأعتقد أنه في تشجيع أبنائنا الناشطين هنا تكون نفس النتيجة ولكن سامح ا& لومار الذي زرع عقدة الاستنقاص هذه.
الفصل 33 من القانون الأساسي ينص علىتكليف مدربي مختلف المنتخبات من قبل المكتب الجامعي... وبالتالي سحب البساط من الادارة الفنية... فهل هذا معقول؟
القراءة السليمة للنص هو أنه ومن مشمولات المكتب الجامعي تسمية المدربين ولا اختيارهم باعتبار أن العقد المبرم تكون فيه الجامعة طرفا أما الاختيار فهو يبقى منطقيا ورياضيا من مشمولات الادارة الفنية... مع تغذية هذه الادارة بشخصيات فنية كبيرة لها اشعاعها ورصيدها الكبير.
الفصل 30 من القانون الأساسي... أستاذ... ينص على «الباك + 2» هل ترى في ذلك إقصاء لبعض القادرين على العمل في المكتب الجامعي؟
لا وجود لمثل هذا النص القانوني في أي جامعة في تونس الا في جامعة كرة القدم باعتبار أن كلها تكتفي «بالباك» فقط وهنا أتساءل؟
هل أن أعضاء المكتب الجامعي لكرة القدم «رُشداء» وبقية أعضاء الجامعات الأخرى «قُصّر»... ثم ما هي شهادة بلاتيني وبيكنباور وغيرهما؟
وأعتقد أن «الباك + 2» وبعد فتح الباب أمام اللاعبين القدامى (30 مباراة دولية)... لماذا لا يتم فتح الباب للمسيرين القدامى باعتبار أن الكرة لا تستوجب أعضاء متحصلين على شهائد من «النازا» أو من «السربون» وبالتالي فإنني وكأن هذا النص جاء خصيصا لإقصاء المسيرين القدامى وتهميشهم.
ودور الرابطة الوطنية المحترفة في ظل احتكار الجامعة لعديد الأدوار الأخرى؟
يقتصر دور الرابطة على جمع أموال الخطايا ومعاقبة الأندية وغيرهم ولا سلطان لها على الحكام في حين أن بعض الأحداث تستوجب العقوبات التي يجب حتما أن تمرّ عبر استجواب أو سماع الحكام (لتلك المباريات المعنية) حيث كيف يمكن للرابطة أن تستمع الى طرف دون الاستماع الى الطرف المقابل... وفي ذلك تقزيم لدور الرابطة وُجب وضع الحدّ له.
الشماريخ... التصريحات النارية والعنف الذي تشهده ملاعبنا... هل من حلول للتصدي لهذه الظاهرة المنتشرة؟
الحلّ الأول والأخير يكمن أساسا في الرّدع باعتبار أن انتهاجنا للجانب الوقائي كان منذ عشر سنوات وأكثر وهو جانب استنفدناه وانتهى أمره والضرورة اليوم تستوجب الالتجاء الى الجانب الردعي دون التمييز بين الجمعيات وسياسة المكيالين حتى لا تتكرس عقيلة الظلم.
لو كنت رئيس الجامعة... ماذا تفعل؟
لو كنت رئيس الجامعة (لا قدر ا&) لكنت بادرت أولا بإعادة النظر في كل القوانين وبالمطالبة بالتزام كامل أعضاء المكتب الجامعي بترك ألوانهم خارج إطار الجامعة وبوضع كل الأندية على قدر المساواة مهما كان اسمها وأحجامها وبإعطاء الاستقلالية التامة للجنة الفنية وتخصيص 20٪ كما نص قانون الجمعيات على ذلك من الميزانية لتكوين الشبان مع فرض الاستقلالية التامة للرابطات واقتصار دور الجامعة على وضع السياسة العامة للكرة التونسية والتكفل بالمنتخبات الوطنية فقط دون الدخول في الحسابات والاحتجاجات والرزنامة وغيرها وفي ذلك يكون المكتب الجامعي قد حافظ على حرمته وهيبته وفرض الاحترام لنفسه.
النقد الرياضي والتحليل الفني... هل تعتقد أنه يصب في وادي الإفادة أو في التهريج والإثارة البعيدة عن الإنارة؟
بين الإثارة والإنارة (نقطتان) اثنتان... والخيط العازل بين التثقيف والتهريج ضعيف جدا وللأسف الشديد غلبت عليه كفّة السّب والشتم على كفة الإفادة مع الملاحظ أن السبّ سهل وعمل يستطيع أن يقوم به أي انسان وهذا لا يستدعي أن يكون اعلاميا أو محللا... وما أعيبه على البعض هو خلطهم بين التلفزة والمقهى.
وفي آخر هذا الحديث... كيف ترى أن يكون مسك الختام؟
أعتقد أن اللقاء معك كان متعبا وممتعا في نفس الوقت حيث دام الحوار قرابة ساعتين و10 دقائق وهو توقيت مباراة كاملة بوقتها البديل وبحصتيها الاضافيتين وربما حتى بالركلات الترجيحية وهو شرف لي أن أكون ضيفا ل«الشروق» الغراء متمنيا أن أكون عند حسن ظنكم وظن كل من قال كلمة خير في فتحي المولدي.
برقيات سريعة
الى كمال بن عمر:
لا جدال في حسن نيّتك وفي أخطائك أيضا.
الى علي الحفصي:
أنت قابض تونس رقم (1)
الى أحمد المغيربي:
أنت صوت مسموع.
الى خالد حسني:
لك مواقف جريئة ولكن تشبّثك برأيك مبالغ فيه.
الى فوزي البنزرتي:
«ربّي يعاونك»
الى طارق ذياب:
تبقى على الدوام الصورة اللاّمعة للكرة التونسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.