تمثل المكونات الكهربائية جزءا لا يتجزأ من السيارة لذلك وجب عدم إهمال صيانتها ومراقبة كفاءتها بشكل يومي ومنتظم حتى تحافظ على أداء أفضل للعربة خاصة في فصل الشتاء وما يتميز به من أجواء مناخية يمكن أن تؤثر على عمل السيارة إذا ما تمّ إهمال القيام بالصيانة اللازمة لها. وكما أشرنا سابقا، تمثل القطع الكهربائية في السيارة عنصرا مهما يحدد كفاءة عمل هذه الأخيرة في مثل هذه الأجواء التي تتميّز بالبرودة. فما هي إذن أهم الخطوات الضرورية التي يجب على السائقين القيام بها للمحافظة على أفضل أداء لعرباتهم فيما يتعلق بأجزائها الكهربائية؟ للإجابة على هذا التساؤل وتساؤلات أخرى إضافية «الشروق» تحدثت إلى كهربائي سيارات حول الموضوع، وقد أفادنا بالنصائح والإرشادات التالية: في البداية نشير إلى أنّ المكونات الكهربائية للسيارة تشمل البطارية وكابلاتها ونظام التكييف والدينامو والمارش والفيزوات ومجموعة الكهرباء التي تشمل البوجيهات، والكوندينسر.. وتعتبر كل هذه المكونات أساسية في عملية تشغل السيارة ومحددة لمدى كفاءتها، ولذلك وجب عدم إهمال صيانتها بشكل يومي ومنتظم. صيانة منتظمة في هذا السياق يؤكد محدثنا السيد صلاح ساسي، الأخصائي في كهرباء السيارات، أن أهم نصيحة يقدمها إلى أصحاب السيارات تتمثل، بل تتلخص على حد قوله في الحرص على الصيانة المنتظمة للأجزاء والمكونات الكهربائية للسيارة، وعدم إهمالها وإصلاح الأعطال الصغيرة فور حدوثها. ويوضّح أن عملية تغيير الزيوت في الآجال المحددة لذلك، يعتبر أيضا إجراء كثير الأهمية لأنه يساهم في الحفاظ على مكونات السيارة لا الكهربائية وحسب، وإنّما المحافظة على السيارة ككل. وينبّه في هذا الصدد أصحاب السيارات من عدم تغيير زيوت السيارة في الوقت المحدد لذلك، ويشير إلى نقطة شديدة الأهمية، وهو غياب ثقافة في هذا المجال، حيث أن أغلب الحرفاء يذهبون إلى الاعتقاد أن تغيير زيت السيارة يجب ألاّ يتم قبل قطعها مسافة الكيلومترات المحددة لكل نوع سيارة ويغفلون أن تشغيل المحرك في حد ذاته والعربة في حالة توقف مثلا يحسب على الاستهلاك وهو رأي مغلوط وجب تغييره لأنه يمثل في الحقيقة إشكالا كبيرا. فتسخين السيارة قبل الانطلاق بها والتوقف عند تعطّل حركة المرور، كلها أمور تقتضي استهلاكا للزيوت، والسائق يهمل احتساب هذه النقاط عند تغيير زيوت السيارة فتكون النتيجة التأثير على مكونات العربة بصورة سلبية، ويضيف السيد صلاح سياسي موضحا هذه النقطة، مثلا إذا أخذنا على سبيل المثال، سيارة موجودة على الكتيب الخاص بها يجب تغيير الزيوت كل 60 كلم يجب أن نقوم بعملية التغيير مثلا عند بلوغ ال50 كلم. ويعود إلى التأكيد على أهمية هاتين النقطتين الصيانة المنتظمة والثقافة التي يجب أن تتوفّر لدى أصحاب السيارات حول بعض المسائل الأساسية التي تتدخل في تحديد كفاءة العربة وعمرها. وبالنسبة للنصائح الأخرى التي يجدها هامة لضمان كفاءة عمل الأجزاء الكهربائية في السيارة، يقول الأخصائي في كهرباء السيارات، بالنسبة للبطارية مثلا، يجب مراعاة خصائص كلّ واحدة ومدى تماشيها مع نوع السيارة ونوع المحرك لأن إغفال هذه النقطة يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل مثل احتراق الRégulateur أو الCalculateur إذا كانت البطارية غير مناسبة لنوع السيارة وينصح أصحاب السيارات بتشغيل عرباتهم قبل الانطلاق بها للمحافظة على البطارية وأضاف أن مشكل الماء لم يعد مطروحا كثيرا لأن البطاريات أصبحت بدون ماء اليوم. وفي ما يتعلق ببقية المكونات فالصيانة المنتظمة وحدها هي الكفيلة بالمحافظة عليها. دور الحريف يقول كهربائي السيارات السيد صلاح ساسي، خلال تعريجه على خصوصيات مهنته في تعامله مع الحرفاء إنّ الحريف هو المحدد الأول لعمر سيارته عن طريق مدى اهتمامه بها والمحافظة عليها. وفي ما يتعلق بشواغل مهنته يقول إنّ عديد الإشكاليات تظل تمثل عائقا أمام تطوير أداء القطاع خاصة بالنسبة للجيل الجديد من السيارات بسبب عدم مسايرته للتطور المتواصل لأنواع السيارات وارتفاع أسعار الآلات وكثرة الدخلاء ويشير إلى نقطة يراها مهمة وتستدعي إعادة النظر وهي مسألة توريد قطع الغيار التي تتم بشكل عشوائي، ويستشهد للدلالة على صحة رأيه بغزو عديد السلع لأسواقنا بماركات ومواصفات مختلفة ولذلك وجب إجراء عملية انتقائية أثناء عملية جلب السلع وقطع الغيار. ويضيف أن الحريف يضطر في أحيان كثيرة بسبب الظروف إلى الاتجاه نحو اختيار السلع الرخيصة مما يسبب له خسارة هو في غنى عنها، والمطلوب هنا إجراء عملية انتقائية أثناء جلب السلع واختيار ذات الجودة وترك غيرها ويختم قوله بأنه للأسف أصبحت هذه العملية ذات بعد تجاري في المقام الأول مما أغرق أسواقنا بالسلع التي تفتقر إلى الجودة.