تعتبر عملية تغيير زيوت السيارة أوما يعرف بال(Vidange) من أهم الأمور التي تساعد على المحافظة على المركبة في أفضل حالاتها، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال فئة كبيرة من أصحاب السيارات غير واعية بأهميتها ولا يزال الخلاف مطروحا حول العمر الافتراضي لهذه الزيوت أي مدة صلاحيتها وكيفية اختيار أجود الأنواع من بينها. وهي نقاط تظلّ غير واضحة ومجهولة لدى الكثير من أصحاب السيارات. وسعيا منها الى إفادة المواطن بالمعلومة الصحيحة والموثوقة «الشروق» بحثت في هذا الموضوع مستندة الى رأي أحد خبراء السيارات في بلادنا. في البداية، أردنا أن نوضح بعض النقاط الهامة وهي عبارة عن إجابة عن تساؤل محوري يطرح نفسه عند الحديث حول مسألة تغيير زيوت السيارة، ألا وهو: لماذا يجب تغيير زيت السيارة؟ و تتمثل الاجابة في أنه، ومع مرور الوقت، تتغيّر تركيبة الزيوت ويصبح الزيت داخل المركبة أقل لزوجة مما يزيد الاحتكاك ويؤدي الى تآكل أجزائها، كما أن الزيت يحتوي على بعض المواد التي تعمل على تجديد الأحماض، وبطول الوقت تستهلك هذه المواد ويزول أثرها وإضافة الى ذلك، وبطول المدة يتشبّع الزيت بالماء والغبار والغازات التي تنتج عن الاحتراق ولا يستطيع امتصاصها، فتتعلق هذه المواد بالسيارة وتصبح عنصرا مسبّبا للصّدإ. وانطلاقا من هذه المعطيات، نشير الى أن عدم تغيير زيوت السيارة يقلّل بالتأكيد من العمر الافتراضي للمركبة وربما يصيبها ب«عجز مبكر» لأن الزيت يقوم بوظائف هامة، والزيت النظيف يؤدي تلك الوظائف بطريقة أفضل من الزيت المتسخ، كما أن عملية تغيير زيوت السيارة في آجالها تحمي السيارة من مخاطر كبيرة. عملية هامة يؤكد إسماعيل الينبعي، رئيس جمعية الخبراء التونسيين لسلامة الطرقات أن عملية تغيير زيوت السيارة عملية مهمة ولا يجب اهمالها من قبل أصحاب السيارات لأنها تتدخل في تحديد عمر السيارة. ويقول في هذا الاطار، إن السائق يجب أن يدرك أن المكان الذي تتحرّك فيه المركبة مثلا يؤثر في زيت السيارة، وعليه تتحدّد مدة صلوحيته، فحين تتحرك السيارة داخل مواطن العمران مثلا، يصبح المحرّك كثير التلوث وتكثر الحركة داخله كما تزيد حركة الاشتعال وتكثر نسبة الغازات والغبار والأوساخ مما يؤثر على حالة الزيت لأن استنشاق السيارة للهواء الملوث يؤثر سلبيا على زيت السيارة مما يحتم تغييره في مدة زمنية قصيرة. ويوضح أن السيارة التي يداوم صاحبها على تغيير مصفاة الهواء فيها تعمل أفضل من غيرها التي يهمل أصحابها تغيير هذه القطعة فيها، وهو بذلك يؤكد على أن صلوحية زيوت السيارة تحددها عديد العوامل المتداخلة مثل نسبة التلوث وطريقة السياقة.. ثقافة ميكانيكية... لمَ لا؟ يؤكد رئيس جمعية الخبراء التونسيين لسلامة الطرقات أن المعرفة بمكونات السيارة تسهّل التعامل معها، وينصح أصحاب السيارات بضرورة اختيار نوع الزيت المناسب وفقا لمتطلبات عرباتهم وذلك عن طريق الرجوع الى مواصفات السيارة والمحرّك واختيار الزيت المناسب، وينصح كذلك أصحاب السيارات بعدم اقتناء الزيوت المعروضة بمختلف الفضاءات التجارية بصفة اعتباطية قبل التأكد من جودتها ومطابقتها لمواصفات معينة ولتماشيها مع نوع السيارة. وحول عملية اختيار النوع المناسب من الزيوت لأية أنواع من السيارات، يقول الخبير في سلامة الطرقات، أنه من الضروري أن يستعمل أصحاب السيارات القديمة الزيوت المعدنية أو نصف المؤلفة، أما بالنسبة لسيارات الجيل الجديد، يجب استعمال الزيوت المنصوح بها من طرف الصانع وهي الزيوت المؤلفة. ويضيف أن الزيوت المؤلفة على خلاف أنوع الزيوت الأخرى، تتميّز بخصائص تسهّل عمل المحرك وتجعله أكثر كفاءة، ومن وظائفه التخفيف من الحرارة داخل المحرّك وامتصاص الرطوبة الناتجة عن تخبّط العمود المرفقي في حوض الزيت وإنتاج زبد يكون رطوبة وقطرات من الماء داخل المحرّك، وهو ما يمنع حدوث الاحتكاك والتآكل والصّدإ. وباعتبار أنه يتميز بقدر كبير من السيولة تجعله قادرا على الوصول الى «مناطق الظل» داخل المحرّك فهو يزيد من كفاءة عمله. وعلى الرغم من كفاءته، فلا ينصح أصحاب سيارات الأجرة داخل مواطن العمران باستعمال هذا النوع من الزيوت بل الأفضل حسب رأي الخبير دائما استعمال الزيوت نصف المؤلفة لأنها الأنسب بالنسبة إليهم من الناحية الاقتصادية، كما أنهم يقطعون مسافات طويلة في حين ينصح أصحاب السيارات الخاصة بالتعويل على خدمات الزيوت المؤلفة لكنّه يستثني من بينهم أصحاب الجيل القديم من السيارات. ويقول في هذا الاطار، لا يجب أن يستعمل أصحاب السيارات القديمة الزيوت المؤلفة ولا المرسكلة (التي يعاد تصنيعها) بل اعتماد الزيوت المعدنية أو نصف المؤلفة لأنها الأنسب بالنسبة لعرباتهم. ويوضّح أن تغيير الزيت المؤلف يتمّ كل 10 آلاف كيلومتر تقريبا أما الزيت المعدني كل 2500/3000 كيلومتر، لكن لا يجب الاعتماد على هذه المعلومة كقاعدة لأن تحديد العمر الحقيقي للزيت يتأثر بعديد العوامل الأخرى ويشير الى أن تغيير لون الزيت الى الاسوداد لا يعني أنه لم يعد قابلا للاستعمال، على خلاف ما يظنّ بعض أصحاب السيارات ويؤكد بالخصوص على أهمية تغيير المصفاة مع كل عملية تغيير زيوت وليس مرة بعد مرة. وفي كل الحالات، لا بد من الرجوع الى مواصفات السيارة ونوع المحرك لاختيار نوع الزيت المناسب قصد تأمين عمل جيد للسيارة وعمر أطول.