عقدت اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية مساء أمس الاول بفندق «الأكروبول» بالبحيرة ندوة طبية وفنية حول مشاركة الوفد الرياضي التونسي في الألعاب الاولمبية أثينا 2004 بإشراف السيد عبد الحميد سلامة، رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية. كما تولّى السيد عبد الله الكعبي وزير الرياضة اختتام هذه الندوة التي نشطتها مجموعة من المختصين في ميدان الطب الرياضي وحضرها عدد من رياضيي النخبة وبعض الوجوه الرياضية والاعلامية. وبعد كلمة الافتتاح التي القاها السيد عبد الحميد سلامة ورحّب من خلالها بكل الحاضرين تم فسح المجال للاطباء الذين القوا ثلاث محاضرات كانت مشفوعة بنقاش من قبل الحاضرين. **محاضرة أولى المحاضرة الاولى التي كانت بعنوان «تأقلم الرياضي مع الظروف المناخية وطبيعة اثينا» طرحها الدكتور ايريك جوسلان (Eric Jaussellin) الذي يشغل عديد المناصب بفرنسا من بينها رئيس اللجنة الاولمبية والرياضية الفرنسية ومدير المعهد الوطني للرياضة.. كما كان رياضيا ومدرّبا سابقا... وفي بداية حديثه، اكد السيد جوسلان على ان المناخ يعتبر احد اهم المشاكل التي تعترض الرياضي كارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وكذلك فارق التوقيت لكنه في المقابل قال ان الرياضيين التونسيين قد لا يجدون صعوبات تذكر للتأقلم مع مناخ اثينا بما ان درجات الحرارة هناك لا تختلف كثيرا عن تونس وفارق التوقيت بسيط ايضا (ساعتان) مقارنة مثلا بألعاب سيدناي (10 ساعات فارق). وقد يتمثل العائق الوحيد في الرطوبة التي تبلغ نسبتها صباحا حوالي 20 وقد تصل الى 60 مساء. لكن يمكن التعوّد عليها في ظرف وجيز. كما توجه المحاضر بجملة من النصائج الى رياضيي النخبة التي ستشارك في ألعاب اثينا 2004 حيث اكد على ضرورة عدم النوم في الطائرة مع شرب الماء بكثرة خلال فترة السفر، وتعديل الساعات على توقيت اليونان منذ الوصول للتأقلم مع فارق التوقيت... ونصح ايضا بشرب الماء باستمرار سواء قبل المباريات والتمارين او اثناءها او بعدها وضرورة ان يرتدي الرياضي بدلته الرياضية كاملة عندما يدخل قاعة مكيفة. وفي خاتمة محاضرته، اشار السيد جوسلان الى ان هذه الجزئيات على بساطتها تعتبر حاسمة في تحقيق نتائج ايجابية اذا ما اخذنا الرياضي بعين الاعتبار. **محاضرة ثانية المحاضرة الثانية تمحورت حول «خطر المنشطات ونظام التغذية» وقدّمتها الدكتورة زكية البرتاجي بالتعاون مع الدكتور ايريك جوسلان وأوضحت السيدة زكية البرتاجي ان المنشطات تكتسي خطورة كبيرة على الرياضي، مؤكدة على ان الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وضعت جملة من القواعد للتصدي لهذه الظاهرة بالتعاون مع اللجنة الطبية التابعة للجنة الاولمبية الدولية. واضافت الدكتورة ان الاختبارات التي تجري على الرياضيين ستمتد من 30 جويلية الى 29 اوت، لذلك يتعيّن على كل مشارك الخضوع لهذا الاختبار في اي وقت سواء اثناء التمارين او في النزل... كما اكدت السيدة زكية البرتاجي على انها اعدّت برنامجا وطنيا لمكافحة تعاطي المنشطات حيث خضع كل الرياضيين الذين سيشاركون في ألعاب اثينا في مختلف الاختصاصات الى اختبارات لكنها كانت سلبية. من جهته، اثنى السيد جوسلان على مجهودات تونس في هذا المجال من خلال توفرها على مركز وطني لمراقبة تعاطي المنشطات الذي يعدّ الوحيد في العالم العربي والثاني في افريقيا. اما من الناحية الغذائية فقد لاحظ المحاضران انه يتعيّن على كل رياضي استشارة طبيبه قبل تناول اي غذاء او دواء لأن بعضها محضورة. وأكد السيد جوسلان على ضرورة مراقبة الاغذية قبل استهلاكها مشيرا الى ان 80 من المنتوجات الامريكية مثلا غير صالحة للاستعمال من قبل الرياضيين لأنها تحتوي على مواد منشطة (البروتينات) ومع ذلك القانون الامريكي لا يمنعها، وحذّر السيد جوسلان من المنتوجات الغذائىة التي يتم بيعها بصفة غير قانونية على غرار ما يحدث على شبكة الانترنات او داخل القاعات الرياضية. **محاضرة ثالثة المحاضرة الثالثة التي تعلقت ب «المحافظة على المستوى الصحي والأداء الرياضي الجيّد» ألقاها الدكتوران شكري بلحسن وكريم الشماري حيث اشار الاول الى ضرورة التخطيط الجيّد للتحضيرات بطريقة علمية وذلك من خلال التقليص من حدة التمارين تدريجيا الى حين موعد المنافسات الرسمية بهدف تجاوز مخلّفات الارهاق الذي قد حصل اثناء التدريبات على الاقل اسبوعان قبل الدخول في المباريات. وأضاف السيد شكري بلحسن في السياق نفسه انه يجب معرفة كيفية استرجاع المؤهلات اثناء المنافسات من خلال المحافظة على نسق واحد ومنظّم. كما اكد على ان التغذية تلعب دورا حاسما في تحقيق هذه الغاية، وتبقى بطبيعة الحال رغبة الرياضي في تحقيق نتائج افضل العامل الاساسي. ونصح الدكتور بضرورة شرب الماء بكمية هامة اثناء المنافسة وبعدها. **الاختتام اشاد السيد عبد الله الكعبي خلال اشرافه على اختتام هذه الندوة بالبعد العلمي لأشغالها. كما جدد شكره للجنة الاولمبية التونسية نظرا لما تبذله من مجهودات خدمة للرياضة الوطنية. واثنى الوزير على العناية الكبيرة التي توليها الدولة للرياضيين والنخبة خاصة منذ التحول الى اليوم حيث وفّرت كل الامكانات المادية والمعنوية لتكوين نخبة في مستوى الشعب التونسي. وقال السيد عبد الله الكعبي في كلمته ان الجميع يترقب نتائج طيّبة من رياضيي النخبة، لذلك لابدّ من الحصول على الميداليات لتشريف تونس. كما اكد على ضرورة الانضباط في اثينا لأن هؤلاء الرياضيين هم سفراء تونس وحتى لا تتكرّر بعض الهفوات التي حدثت في مناسبات رياضية سابقة. من جهته، اكد السيد عبد الحميد سلامة على ضرورة الانضباط وحسن التصرف مع الاحاطة الكبيرة من قبل كل الاطراف لأن الجميع يتحمّل المسؤولية نفسها. واشار الى انه يجب ان تكون جوازات السفر عند رئيس الوفد وان اي زلّة سيتحمّل مسؤوليتها الجميع.