أسئلة الفكر التونسي لهادي دانيال: سرقة هيكل وثائق سامي شرف «فقه الفقراء ضدّ فقه الأمراء»! عن دار نقوش عربية صدر للكاتب والشاعر هادي دانيال كتاب «أسئلة الفكر التونسي». هادي دانيال نبّه بداية أنه «لا يدعي أنه أحاط بأسئلة الفكر التونسي كافة لكنه يصدر عن ثقة انه يسهم في تنشيط الأسئلة وتناسلها عند أجيال صارت اللحظة العراقية بعيدة عنها نسبيا رغم كمونها في تفاصيل واقعها ومعاناتها خاصة وأن المفكرين الذين تعرض أفكارهم ومواقفهم مازالوا أحياء يواصلون عطاءهم بين ظهراني هذا الجيل وبمستويات مختلفة». مع سليم دولة الفيلسوف والشاعر المبدئي كما وصفه دانيال وهشام جعيط المؤرخ العميق وعبد الوهاب بوحديبة عالم الاجتماع المشع والمنصف الشابي المؤرخ النهضوي والشاعر بلغة بودلير والحبيب الجنحاني الليبرالي البراغماتي وأبو القاسم محمد كرو القومي والمؤرخ الأدبي أبحر هادي دانيال على امتداد 154 صفحة من الحجم المتوسط الحوارات اختلفت في الزمان وصدرت ما بين 1991 و2006 في صحف «الثورة» و«المحرر» و«الوحدة» و«المنار» و«الحرية» وغيرها. تبريز لقد كان هادي دانيال كعادته صادما واستفزازيا ووجه كتابه عبر الحوارات المختارة أولا ثم من خلال الأسئلة التي أرادها هادئة أحيانا وتفجيرية طورا. وحين تكون في حضرة سليم دولة توقع تخريب المؤثث وتأثيث المخرّب! مع سليم دولة يطالعنا الشهيد صدام حسين منتجا لفقه الفقراء ضد «فقه الأمراء» ورفضه جوائز حفر الباطن. سليم دولة كان كعادته قاطعا حاسما حازما ومازال لم تغيّره السنون مبدئيا كما وصفه هادي دانيال. أسئلة الفكر التونسي لم يكن مجرد حوارات أو شهادات إنما وثق لاحداث ومواقف وثبت أيضا بعض المعلومات النادرة، مثلما فعل في حوار رياض الصيداوي الذي أكد استيلاء هيكل على وثائق سامي شرف من مكتبه وهو في السجن الصيداوي رأى ذلك «عملا سياسيا أمنيا من جهة وتعبيرا عن رغبة جامحة في جمع كل الوثائق والاحتفاظ وأعتقد أن استيلاءه عليها أحسن وأفضل من أن تبقى سجينة مزاج السادات». وينكر رياض الصيداوي أن يكون هيكل قد راجع مادة كتاب يؤرخ لحياته: «كلا أجزم ان هيكل لم يتدخل في أي حرف من هذا الكتاب من ألفه إلى يائه». الكتاب ضمّ أيضا شهادات مهمّة لهشام جعيط وعبد الوهاب بوحديبة ومحمد أبو القاسم كرو والمنصف الشابي والحبيب الجنحاني. مواقف الحوارات لم تكن مجرد استجوابات بقدر ما كانت وما زالت وثيقة وشهادة أكدت بعض المواقف الشجاعة مثل موقف هشام جعيط في حرب الخليج وقد خيّبت آمال بعض الفرنكفونيين الذين انتظروا أن يهاجم العراق وقيادته كتاب برع هادي دانيال في تبويبه وأيضا في اختيار نصوصه التي لم تخل من «البراءة المتعمّدة»!