هل ستتواصل رحلات باخرة الحبيب بين صفاقس وليبيا صيفا أم إنها تتوقف مع شهر جوان لتتفرغ الباخرة لمهاجرينا بأوروبا؟.. ثم هل تعتزم ليبيا التخلي عن الألف دولار المفروضة على كل مواطن تونسي يعتزم دخول القطر الشقيق؟.. تلك هي بعض الأسئلة التي طرحتها «الشروق» خلال الندوة الصحفية التي عقدها المدير العام لشركة «جي تي تي فاريز» التي تؤمن الرحلات البحرية بين صفاقس وطرابلس بحضور القنصل العام الليبي بصفاقس بالنيابة السيد البشير فيدريك والمدير الجهوي للديوانة السيد عاطف التارزي والمدير العام للغرفة التجارية والصناعية بصفاقس السيد فتحي القرقوري وغيرهم. الندوة الصحفية جاءت لتقييم الرحلات البحرية الأولى بين القطرين الشقيقين وتعريفا بتوجهات الشركة وخدماتها لمزيد توطيد العلاقات التونسية الليبية التي عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة بفضل إرادة القائدين زين العابدين بن علي ومعمر القذافي علاوة على جذورها التاريخية والحضارية وارتباطاتها الجغرافية والتجارية. في مستهل حديثه للصحفيين والمراسلين الجهويين بصفاقس، بين الرئيس المدير العام للشركة السيد خالد الحداد أن قيمة المبادلات التجارية بين القطرين الشقيقين بلغت في السنة الفارطة ملياري دينار زيادة تقدر ب 40 بالمائة وهو ما يؤكد عمق العلاقة الإقتصادية التي تربط ين الشقيقين اللذين تشدهما ارتباطات تجارية وثقافية وحضارية وجغرافية انعكست على عدد المسافرين بين الدولتين الشقيقتين وهو ما كشفته الإحصائيات الأخيرة التي تؤكد أنه ما يقارب المليوني مواطن من القطرين زاروا الدولة المجاورة كما تبرز ذات الإحصائيات أن ليبيا وبداية من سنة 2007 تحتل المرتبة الأولى في عدد السياح الوافدين على تونس. ولمزيد تطوير هذه العلاقات ، انطلقت يوم 11 ديسمبر الجاري أول رحلة بحرية بين صفاقس وطرابلس تؤمنها باخرة الحبيب التي تتسع ل1400 مسافر و450 سيارة ، وقد لمست الشركة المنظمة للرحلات الجدوى الفعلية للخط البحري الجديد الذي استبشر له المسافرون من الدولتين والذي قد يتطور عددهم ، ومن أجل هذه الإستشرافات ، تجري الشركة دراسات عميقة لاقتناء باخرة أو باخرتين لاستعمالهما للغرض بداية من شهر جوان المقبل خاصة وان باخرة الحبيب مستأجرة في فترة الشتاء فقط وهي موضوعة في الأصل على ذمة مهاجرينا بفرنسا. من هنا كانت أسئلة «الشروق» لممثلي الشركة وبحضور القنصل العام الليبي حيث اكتفى مندوبنا بنقل نبض الشارع وقلقه من الألف دولار المفروضة على كل مواطن يعتزم دخول التراب الليبي وهو ما من شأنه أن يحد من العلاقات القائمة بين الشعبين ولا يدعم العلاقات الوطيدة بين أبناء الدولتين المتجاورتين ويقلل من المبادلات التجارية والإقتصادية وغيرها. حول هذا السؤال قال المدير العام للشركة أن بعض المسافرين تغافلوا في الرحلة الأولى عن الألف دولار وقد تفهم القائمون على تنظيم السفرات بالقطر الليبي الشقيق هذا السهو وتجاوزوه بأريحية كبرى ، على أن المساعي تسير بخطى حثيثة لمراجعة هذا القانون الليبي الذي بات يشكل هاجس كل تونسي. واستغل السيد خالد الحداد السؤال ليثني عن مجهودات الأشقاء الليبيين في تذليل كل العراقيل والصعوبات مبرزا بالمناسبة التسهيلات التي تقدمها الشركة لفائدة حرفائها سواء على مستوى سعر التذاكر أو الإجراءات الجمركية والديوانة والأمن مع تركيزه على راحة المسافرين خلال ساعات الرحلة بفضل جودة الخدمات وتنوعها وسلامة الباخرة بشهائد وطنية وعالمية. وعن سؤالنا المتعلق بتفرغ باخرة الحبيب لمهاجرينا بفرنسا وأوروبا عموما خلال الصيف ، قال السيد خالد الحداد ان الشركة تنجز حاليا دراسات معمقة لاقتناء باخرة أو إثنتين حسب ما ستكشفه الدراسات لتأمين الرحلات البحرية صيفا وشتاء بين القطرين وان السفرات تتواصل كامل أيام العام دون استثناء حسب البرنامج المحدد لها والذي من المنتظر أن يتدعم برحلات أخرى حسب ما ستوضحه التجربة على أرض الواقع. الرئيس المدير العام لشركة «جي تي تي فاريز» وقبل أن ينهي ندوته الصحفية التي إلتأمت أول أمس الإربعاء بنزل الزيتونة بصفاقس كشف عن التسهيلات الكبرى والخدمات الجليلة التي قدمها القطر الليبي الشقيق لمزيد تدعيم العلاقات التونسية الليبية مبرزا انطلاق الأشقاء في تشييد محطة إيواء بحرية جديدة بميناء بطرابلس كما دعا بالمناسبة رجال الأعمال والمستثمرين الأشقاء لتطوير رأس مال الشركة من خلال مشاركتهم في هذا المشروع الرائد الذي جاء ليعبر عن تطلعات التونسيين والليبيين شعبا وقيادة ويدعم العلاقات والمصالح المتبادلة.