ما نعلمه عن السيد تيري رود لارسن، أنه كان متعاطفا مع حقائق المنطقة، وأنّّه نادى بتحقيق دولي إبّان جريمة جنين، ممّا أثار حوله اسرائيليا زوبعة مثيلة للزوبعة التي يثيرها حوله الآن الفلسطينيون. بعدها رأيناه في لبنان لصيقا للسيد غازي العريضي ذلك الوزير الذي طالبت أمريكا رأسه سياسيا، وموافقا له على كل تصريحاته النارية ضد اسرائيل، وضدّ الجريمة، وضدّ السّاكت عنها أمريكا، والرّافض للتحقيق حولها أمريكا ثانية! وللقائد العسكري الفرنسي الكبير بونابرت، مقولة شهيرة: فتّش عن المرأة.. اسرائيل استوعبت هذه النظرية حتى قبل بونابرت، فقد فتشت عن المرأة التي تقاسم السيد لارسن فراشه لتكشف بعد أيام وعن طريق حزب العمل رغم أن الحاكم وقتها حزب الليكود، أن لقرينة مبعوث الأممالمتحدة المتعاطف مع جنين معهدا للدراسات تساهم في تمويله منظمة يهودية، مما أثار زوبعة في بلاد الرّجل، كادت تنهي حياته السياسية وتمتعه بمنصب السفير المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة! ومنذ تلك الأيام خفت صوت السيد لارسن، ليطلّ هذه المرة على مجلس الأمن، مغيّرا مشاعره من جنين إلى تل أبيب، بل ومحرّضا علي السلطة الفلسطينية وعلى رئيسها الذي قال في شأنه أنه لا يفعل ما لا يمنع الإرهاب، وهذه تهمة نهايتها في هذه الظروف الدولية الموت! ولكي يبدو متوازنا شبه عادل آخذ اسرائيل على مواصلة بناء المستوطنات، وهذه ليست أصلا تهمة بل حقا دافع عنه حتى السيد جورج بوش وسيكون تكرّما من اسرائيل لو هي أزالت بعضها. وهذا ما لا يغيب طبعا على بال ديبلوماسي محنّك ورجل ذكيّ وسياسي عتيق مثل السيد لارسن، لكن ما العمل مع نظرية: فتّش عن المرأة!