جدّد المطرب صابر الزغلامي الذي يعد من أبرز فناني الاستعراض في تونس الآن، تحديه لبعض الأسماء الفنية التي تدّعي حسب وصفه، كونها ملوك الاستعراض في تونس، وقال ان فن الاستعراض ليس «عكازا» أو «رعشة خصر» و«تدوير حزام» بل هو فن له مبادئه وقواعده. ويعد المطرب صابر الزغلامي الآن عرضا فنيا جديدا يجمع العديد من التعبيرات الفنية المحلية والعربية للمشاركة به في المهرجانات الصيفية التي افتقدها طويلا كما يقول مثلها مثل الانتاج الخاص الذي عاد له حديثا بأغنيتين للفنان مقداد السهيلي. «الشروق» التقت المطرب صابر الزغلامي وأجرت معه الحوار التالي: أين صابر الزغلامي من أغنية «ماني رايد جفاك»؟ عدت بي الى ما قبل التسعينات، وتحديدا عام 1986، يا حسرة! كان العصر الذهبي للأغنية التونسية، أما الآن..! لماذا صمت، هل انتهى زمن الأغنية التونسية؟ لا وإنما الأغنية التونسية لم تعد توفّر «خبزا». ألهذا السبب عزفت عن الانتاج الخاص، وتوجهت الى التجارة؟ أنا لم أتوجه الى التجارة، صحيح ابتعدت نوعا ما عن الانتاج الخاص، ولكنني ظللت في الموسيقى والغناء ولكن بمنظور مختلف، أنت تعلم أنني انتجت أغاني كثيرة خاصة وأصدرت أشرطة عدة أشهرها «مكتوب» (1986).. ورغم الشهرة التي حققها الألبوم وقتها وخصوصا أغنية «ماني رايد جفاك» التي أثارت جدلا كبيرا لإيقاعها الليبي، لم أحقق شيئا يذكر. تقصد شيئا ماديا! بطبيعة الحال، الفنان يجب أن يعيش، وفي رفاهية أيضا حتى يمكنه أن يبدع ولهذه الأسباب بعثت فرقة استعراضية حاولت أن أجمع فيها كل التعبيرات التونسيةوالشرقية، وقد نجحت الفرقة واستحسن الناس فنّها واستعراضها، وأصبحت الفرقة من أشهر الفرق الاستعراضية في الأعراس والحفلات الخاصة في تونس الآن. أنت تعرف أن هناك أسماء عديدة تتمتع بأصوات كبيرة، ولكنها تكاد تكون غائبة، لأن غناء الانتاج الخاص، والتونسي تحديدا، وحده لا يوفر أي مدخول مالي. والآن وبعد أن توفّر لديك رصيد مادي محترم، هل فكرت في العودة الى الانتاج الخاص؟ بطبيعة الحال، وقد صدرت لي حديثا أغنيتان مع الفنان مقداد السهيلي الأولى بعنوان «نغنّي على تونس» وهي أغنية وطنية، والثانية بعنوان «يا منتخبنا نغنّي عليك» وهي أغنية عن الفريق الوطني لكرة القدم الى جانب ذلك، أنا بصدد إعداد عرض كبير وضخم يجمع العديد من التعابير الموسيقية والفنية التونسية و الشرقية، لتقديمه في المهرجانات الصيفية. وماذا عن هذا العرض؟ هو استعراض يجمع أشهر الاجتماعات والألوان الفنية التونسيةوالشرقية مثل الحضرة واللون الجربي والمزود والزفة والتنورة المصرية والدبكة اللبنانية واللون المغربي والراي الجزائري. ويشارك في هذا الاستعراض 8 راقصين، وأكثر من 10 تقنيين في الاضاءة والصوت، اضافة الى العملة العاديين، ويحمل الاستعراض تصورا فنيا كاملا بدءا من الكوريغرافيا وصولا الى الأزياء التي صممتها خصيصا في مصر ولبنان وتركيا.. وهل تعتقد أن هذا النوع من العروض سيصبح في المهرجانات؟ إذا كان قد نجح في الأعراس والحفلات الخاصة، فكيف لا ينجح في المهرجانات؟ هذا العرض هو عمل فني ترفيهي. ولكن هناك أسماء أخرى كثيرة تعمل في نفس اللون، وكل منهم يعتبر نفسه ملك الاستعراض في تونس؟ أتحدى كل من يدعي أنه ملك الاستعراض، لأن من تقصدهم مقلدون لا غير، والدليل أنهم فقدوا إشعاعهم في ظرف وجيز، وهم يتناسلون مثل النمل، ويختفون دون أن يسمع عنهم أحد. الاستعراض في نظري ليس «عكازا» ينفلت من حين الى آخر من يد صاحبه ليصيب المتفرجين، أو «رعشة خصر»و«تدوير حزام»، أو «كانون بخور» يمكن أن يسقط على رأس صاحبه، فيتحول الفرح الى حريق.. الاستعراض فن له مبادئه وقواعده وتعليمه كذلك.