شيّع عشرات الآلاف من أنصار المعارضة الايرانية أمس جنازة رجل الدين المعارض البارز آية الله العظمى حسين علي منتظري في مدينة قم. وقد اندلعت اشتباكات بين المشيعين وقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني وهو ما اعتبر اشارة قوية لعودة المواجهات في ايران. وتوافد أنصار منتظري من كافة أنحاء البلاد على مدينة «قم» أمس لتأبينه الأمر الذي أثار مخاوف عديد الجهات من اندلاع موجة جديدة من المواجهات. اشتباكات واعتقالات واندلعت اشتباكات بين قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني وأنصار المعارضة الذين رددوا الشعارات المؤيدة لحسين علي منتظري ومير حسين موسوي خلال مراسم التشييع. وشارك في تشييع اية اللّه منتظري الزعيمان الاصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي فيما تمّ منع وسائل الاعلام المحلية والأجنبية من تغطية الوفاة ومراسم الدفن. وأمر المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في إيران علي خامنئي بعدم التعرض للمشيعين من قبل قوات الأمن إلا أن مواقع اصلاحية أكدت أن قوات الأمن أوقفت حافلة تقل أنصارا للمعارضة كانوا في طريقهم لحضور جنازة منتظري واعتقلت بعضهم. وحسب موقع «تغيير» الاصلاحي فقد توزعت شرطة مكافحة الشغب الايرانية في مناطق متفرقة من مدينة قم «المقدسة» لدى الشيعة. ومن جانبه ذكر موقع «كلمة» الاصلاحي أمس أن المشيعين ردّدوا شعارات مؤيدة للزعيمين الاصلاحيين موسوي وكروبي اللذين أعلنا يوم أمس يوما للحداد على منتظري وقد رفع المتظاهرون «المشيعون» لافتات وعدة أشياء أخرى خضراء اللون إشارة الى رموز الاصلاح في إيران. عودة المواجهات؟ وفي الاطار ذاته اعتبرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن رحيل المرجع الشيعي منتظري يهدد بإشعال أزمة سياسية في طهران. وأشارت الصحيفة الى أن مراسم التأبين قد تكون فرصة مناسبة للمعارضة «الخضراء» للاحتجاج والتظاهر ضد حكومة محمود أحمدي نجاد «التي تراها غير شرعية». وقالت الصحيفة ان المعارضة تمكنت من مواجهة قمع حكومي شديد منذ فوز نجاد في الانتخابات وهي في الأصل كانت تستعدّ لمظاهرة الأحد المقبل بمناسبة «عاشوراء». ويتوقع أن يشهد يوم الأحد القادم موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة وذلك لتزامن الاحتفال بذكرى «عاشوراء» مع اليوم السابع من الحداد على منتظري وهو ما يعدّ عاملا محفزا للمعارضة الايرانية، فالطبيعة الدينية لهذه المناسبة تصعّب مهمة السلطات في منع الناس من النزول الى الشوارع.