عرف الشعب التونسي طيلة2007 هاجس الخوف من أنفلونزا الطيور وانتهى الهاجس بنهاية العام وعدنا الى أكل الدجاج وها هو اليوم يعيش هاجس الخوف من انفلونزا الخنازير وانعكاساته السلبية حتى الموت، وهنا يفرض السؤال نفسه: هل سينتهي هاجس الخوف من أنفلونزا الخنازير بنهاية هذا العام؟ للإجابة عن هذه الاسئلة وغيرها تحدّثت «الشروق» الى الدكتور أمين سليم اخصائي في الأمراض الجرثومية بمستشفى شارل نيكول حيث أجاب بسعة صدره المعهودة وحرصه على ايصال المعلومة الصحيحة الى المواطن قائلا: «يفترض ان تنتهي حدة الحالة الوبائية لأنفلونزا الخنازير في غضون الأسبوعين القادمين». وفسّر بأن الذين أصيبوا تمكنوا من الشفاء وبالتالي لا خوف عليهم والذين لم يصابوا هم حاليا يقومون بالتلاقيح اللازمة ولا خوف عليهم أيضا من الانعكاسات السلبية للفيروس. وحوصل كلامه بأن الحدّ من الحالة الوبائية يتطلب السيطرة الكاملة على مخاطر «الفيروس» وذلك لن يكون إلا بالتلقيح ثم التلقيح لأنه يساعد على تجنب المضاعفات بنسبة 100٪ حيرة وردّا على سؤالنا حول مدى إقبال المواطن التونسي على القيام به سيما أن الكثير منهم في حيرة تامة وتردد واضح حول عدم التورط في المضار المحتملة. قال الدكتور أمين سليم: «فعلا لقد شعرنا خلال الفترة الماضية ببعض التردد من القيام بالتلاقيح رغم انها مجانية ومتوفّرة بالخطوط الأمامية ومراكز الصحة الأساسية ولكن مع احتداد الحالة الوبائية وانتشار المرض تكثّفت مساعي التوعية والتحسيس بأهمية التلقيح فبدأ الإقبال يتزايد وبلغنا 5 آلاف شخص يوميا». واستدرك قائلا: «بأن هذا العدد يجب ان يرتفع لأننا نعيش حدة الحالة الوبائية، وللحدّ من انتشار العدوى نسعى الى تحسيس الاطار الطبي وشبه الطبي يوميا بضرورة تقديم النصيحة للمرضى الذين يعايدونهم ليتجهوا نحو القيام بالتلاقيح قبل فوات الأوان». وأضاف ان الحالة الوبائية بدأت تضمحلّ بالبلدان الأوروبية نظرا الى الإقبال على التلاقيح وأكد ان خوف التونسي من التلقيح لا مبرّر له بل على العكس يجب الخوف من عدم القيام بالتلاقيح خاصة الفئات التي أكدنا عليها في القائمة المعنية وهم الحوامل والأطفال والمسنون والمصابون بالأمراض المزمنة والثقيلة. وأفادت بأن أنفلونزا الخنازير ستنتهي هذا العام بالسيطرة على «الفيروس» لأن الذين أصيبوا تتكوّن لديهم المناعة الكافية ضده والذين قاموا بالتلاقيح اكتسبوا ايضا المناعة الكافية. وختم بأن تونس مثلما نجحت في السيطرة على انفلونزا الطيور رغم انها موجودة حاليا ببعض الدول لاسيما منها مصر فسوف تنجح في السيطرة على أنفلونزا الخنازير وذلك بالتعاون مع المواطن الذي يجب ان يتفاعل معها من خلال القيام بالتلاقيح المتوفّرة سواء بمراكز الصحة العمومية او بالصيدليات.