تونس الصباح يعيش عدد من المواطنين هذه الايام حيرة تتعلق بتلقيح أنفلونزا الخنازير. ففي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر وزارة الصحة على أهمية القيام بالتلقيح للوقاية من مخاطر الفيروس لا سيما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والاطفال،هناك من الاطباء من لا يشجع مرضاه على التلقيح ولو كانوا من بين الفئات المهددة أكثر من غيرها بتعكرات خطيرة جراء الاصابة بالفيروس. ويؤكد البعض ممن شاركوا في استطلاع الرأي الذي أجرته »الصباح« عبر الهاتف،أنهم واستنادا إلى التشجيعات المتواصلة الصادرة عن وزارة الصحة العمومية ضمن الومضات التحسيسية التي تبث على شاشة التلفزة والتي تدعو لاجراء التلقيح،توجهوا إلى طبيبهم المباشر للاستفسار حول طرق ومكان اجراء التلقيح لكن طبيبهم لم يشجعهم على القيام بالتلقيح في الوقت الحاضر. قد يكون نصح بعض الاطباء لمرضاهم بعدم القيام بالتلقيح سببه عزوف هؤلاء الاطباء بدورهم عن التلقيح خوفا من التأثيرات السلبية على صحتهم ويذكر بهذا الصدد أن وزارة الصحة كانت قد دعت الاطار الطبي وشبه الطبي إلى التلقيح وهناك عدد منهم لم يقتنعوا على ما يبدو بجدواه ولم يقبلوا على التلقيح. فمن يتبع المواطن يا ترى طبيبه أم الجهات الرسمية؟ يجيب الدكتور لطفي بن حسين عضو المجلس الوطني لعمادة الاطباء أنه في الحالات الوبائية - كما هو الحال بالنسبة لفيروس AH1N1 تتولى وزارة الصحة تحديد استراتيجية وطنية للتصدي لانتشار العدوى تتضمن تحديد كل ما تتطلبه مقاومة المرض من تدخلات طبية وأدوية وتلاقيح... ويؤخذ بعين الاعتبار في إعداد الاستراتيجية آراء الخبراء في المجال الصحي التونسيين والاجانب وكل ما ينشر عن الوباء في المجلات العلمية، وعلى ضوء ذلك تتحمل سلطة الاشراف المسؤولية العلمية ويتعين على الاطباء التزام التوصيات الصادرة عن الوزارة. ويضيف الدكتور لطفي بن حسين أنه من الناحية المهنية يتعين على الطبيب دعوة المريض إلى القيام بالتلقيح في المقابل من واجبه كذلك إعلام المريض بالتأثيرات الجانبية وبمخاطر التلقيح إن وجدت.والمريض هو الذي يقرر إجراء التلقيح من عدمه. ويقول الدكتور لطفي بن حسين إنه يجب أن لا يخلط الطبيب بين قناعاته الشخصية وواجباته أثناء آداء عمله. من جهة أخرى يبين محدثنا أن الطبيب الذي قد يكون دعا مريضه إلى عدم القيام بالتلقيح ربما يكون في منطقة نائية ولم تصله الارساليات الالكترونية التي أرسلتها الوزارة للاطباء لاعلامهم بالمستجدات المتصلة بالتلقيح...