حافظت مسرحية «غلطة مطبعية» على بعض ايجابياتها وبعض سلبيات عرضها الأول، في عرضها ليلة أول أمس بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة. إلا أن عديد الأشياء تغيرت في هذا العرض مقارنة بعرضها الأول والسابق في نفس الفضاء (المسرح البلدي) التغيير يتمثل في حذف مشهد دخول الممثلين «عاطف بن حسين» و «جمال المداني» مباشرة من فضاء القاعة وأمام الجمهور، أو كما قيل عنها على طريقة «بريشت». كما انطلق العرض دون وجود ضوضاء وبهرج العرض الأول أمام المسرح البلدي بالعاصمة، وفي بهوه. مخرج «غلطة مطبعية» حسام الساحلي غير تدخله او ارتجاله المجاني الذي بدا في هذه المرة متجها نحو الاثارة حيث ذكر الصحافة وامكانية نقدها لما اعتبره «فذلكة» مباشرة وارتجالا من قبل الممثلين. لكن هذا التدخل بدا مسقطا وفيه رد غير مباشر على الاثارة الأخيرة التي هي في الواقع من صنع الخيال ولا فائدة أصلا في اثارتها. «غلطة مطبعية !» مسرحية «غلطة مطبعية» ابتدأت بمجموعة «اغلاط مطبعية» كلها تهدف الى الاثارة فمن «غلطة مطبعية ادارية» الى «غلطات مطبعية صحفية» وكل هذه الأخطاء أو «الغلطات» كان الساهرون على مسرحية «غلطة مطبعية» مخطئين فالبلدية في مرحلة أولى أو بالأحرى السيدة فخفاخ لا دخل لها في عدم وصول تأشيرة العرض لبلدية تونس من طرف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ممثلة في ادارة المسرح. ثم ان مقالا انتقد بطريقة لم يسئ فيها الى أشخاص بقدر لومه على امكانية ان يكون العمل المسرحي أفضل مما كان لا يمكن أن يكون دافعا لهذه الزوبعة التي لم نجد لها حتى الفنجان. وباختصار شديد لو لم تعرف مسرحية «غلطة مطبعية» «القاوق» (عذرا عن الكلمة والعبارة) الذي عرفته في عرضها الأول، لما كان كل هذا النقد وهذه الانتقادات لكن بما أن المولود المسرحي يمكن ان يتطور ويتحسن بمرور الأيام، فان «غلطة مطبعية» يمكن لها ان تتغير نحو الأفضل، لكن بالاشتغال على النص لا على الاثارة، لأن الجدية في العمل أساس النجاح والاثارة لها انعكاسات ايجابية على العمل الا انها محدودة بالزمن ولا يمكن لها ان تعيش عمر المسرحية.