تونس 9 ديسمبر 2009 (وات) - في زمن مطلق ومكان غير محدد يلتقي رجلان دون موعد يتحاوران ويتخاصمان ويتألمان من ثقل أعباء الدنيا وهمومها، ذلك هو التصور الذي انطلق منه حسام الساحلي لكتابة وإخراج مسرحية "غلطة مطبعية" التي قدمها مساء الثلاثاء بالمسرح البلدي بالعاصمة في عرض اول للجمهور. وترتكز المسرحية على حوار قائم على الرمزية والايحاءات بين شخصين يختلفان في الطبع ويشتركان في حالة ضياع نفسي تدفعهما الى نقد الذات بحثا عن معنى للوجود وسط حياة رتيبة حيث تعطلت عملية التواصل وانتفت مشاعر الصدق والحب والوفاء وتجردت النفوس من أسمى المبادىء. ولئن طرح المخرج مسائل اجتماعية تمس حياة الفرد في العائلة وفي المجتمع من خلال وضعية وجودية جسدها كل من عاطف بن حسين وجمال المداني الا انه لم يحدد طبيعة المعاناة التي يعيشها الرجلان فأحدهما يبدو انه يملك كل شيء يمكن ان يجعله سعيدا والاخر يبحث عن اى شىء يحرره من الام الماضي وعزلة الحاضر. ورغم ما تضمنته المسرحية من لحظات تراجيدية اضفت جمالية على النص الا ان الحوار المتواصل الذى غلب عليه السرد حجب هذا الجانب الجمالي لتطغى الايحاءات الجنسية في قالب كوميدى لمواقف شاذة تثير النقد وتكشف الخبايا المكبوتة للبطلين. /غلطة مطبعية/ كادت ان تكون فعلا غلطة مطبعية لانها لم تتقيد بنص ثابت اذ تنقل الممثلان في الحوار بين عدة مواقف متماثلة بلا معنى فقط هي مشاهد عادية عبر عنها حسام الساحلي بدلالات سطحية لا تتطلع الى المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الفرد في المجتمع. يذكر ان مسرحية /غلطة مطبيعة/ ستعرض يوم 22 ديسمبر الجارى بتونس في اطار الدورة الثانية لتظاهرة /تونس تحتفي بالكوميديا/ كما ستقدم داخل الجمهورية.