قال السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي إن مواجهة تأثيرات الأزمة العالمية يمر حتما عبر مراقبة البنوك ومختلف انشطتها حفاظا على شفافية المعاملات وحتى يقع التحكم اقصى ما يمكن في المخاطر، وذلك حتى لا يتكرر ما حصل في بعض البلدان التي شهدت اندلاع الأزمة (الولاياتالمتحدة مثلا) حيث كان الجهاز البنكي والمصرفي يعمل بعيدا عن كل رقابة من الحكومة. وأضاف بكار خلال ندوة نظمها أول أمس البنك الوطني الفلاحي تناولت موضوع «القطاع المصرفي في مواجهة التحولات العالمية» ان هذه الرقابة لا تعني اجراءات مكبلة لحرية النشاط في القطاع البنكي بل ستواكب تطور المهن المصرفية واحكام تنظيمها وتأطيرها في اطار من التشاور بين مختلف الأطراف. نجاعة في الاتجاه ذاته بين السيد رشيد كشيش وزير المالية أن القطاع المصرفي في تونس واصل رغم الأزمة المالية الاضطلاع بدوره في تمويل الاقتصاد والأفراد ولم يتأثر في هيكلته او في حجم تدخلاته وهو ما يبرهن على نجاعة الدور الرقابي والتأطيري الذي يجب ان تضطلع به الحكومات تجاه مؤسساتها المالية حتى لا تتركها تنزلق نحو مخاطر غير منتظرة مثلما حصل لأكبر بنوك العالم منذ سنتين وتسبب في اندلاع الأزمة .. وكان السيد منصف الدخلي ر.م.ع. البنك الوطني الفلاحي قد تحدث عن تجربة هذه المؤسسة العريقة في المحافظة على توازناتها وفي تطوير نشاطها وهو ما يدل على نجاعة الخيارات الحكومية في القطاع المصرفي .. وذكر الدخلي ان البنك توصل مؤخرا بعد احتفاله بخمسينيته الى الترفيع في رأس ماله من 100 مليون دينار الى 160 مليون دينار وتوفق في اصدار قرض رقاعي بقيمة 50 مليون دينار .. ويحتكم البنك اليوم على اكثر من 910 ألاف حساب وتراجعت نسبة الديون المصنفة لديه من 21.1 % سنة 2004 الى 12 % حاليا ونسبة تغطية تقدر ب 60%، كما تطورت شبكة فروعه كما ونوعا وأصبحت تغطي كامل الجمهورية، محققا بذلك قفزة نوعية جعلته يستقطب كل فئات الحرفاء وليس فقط الفلاحين.. فرصة خلال مداخلته في الملتقى، بين الخبير المالي هنري كاسو (من فرنسا) ان الأزمة المالية تمثل اليوم فرصة للبنوك لدعم نشاطها ولمزيد التطور خصوصا ان المؤسسات تكون في حاجة بعد كل أزمة الى اعادة الهيكلة والى تجديد نشاطها ومنتوجها وبالتالي ستحتاج الى التمويل شأنها شأن الأفراد والمؤسسات العمومية، وما على البنوك الا مواجهة هذه الطلبات الجديدة والبرهنة على نواياها في تجاوز مخلفات الأزمة، خصوصا أمام وجود مساعدات من الحكومة مثلما هو الحال في تونس.