تستقبل غدا الأحد 27 ديسمبر بداية من العاشرة صباحا مدينة دوز بوابة الصحراء التونسية آلاف السياح القادمين إليها من كل أنحاء العالم بمناسبة عيدها السنوي المعروف بمهرجان الصحراء الدولي في دورته الثانية والأربعين التي تتواصل الى غاية 30 ديسمبر وهو المهرجان الذي انطلق سنة 1910 تحت اسم «عيد الجمل» الذي يستعيد فيه سكان المنطقة عاداتهم وتقاليدهم كبدو رحّل قدموا من أعماق الجزيرة العربية. هذه الدورة أشرف السيد ابراهيم البريكي والي قبلي على متابعة أدقّ تفاصيل إعدادها التنظيمية حتى تكون في مستوى طموحات الدولة ورهاناتها على السياحة الثقافية وسيفتتحها السيد عبد الرؤوف الباسطي ويختتمها السيد خليل العجيمي وزير السياحة وسيشارك فيها عدد كبير من الضيوف ومن أعضاء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في تونس ومن أبرز ضيوف الدورة للأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وسعادة سفير دولة الامارات العربية المتحدةبتونس الأستاذ وضيوف الندوة الدولية لكرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان برئاسة الدكتور محمد حسين فنطر وعدد كبير من وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة التونسية والعربية والأجنبية التي تتسابق على تصوير عروض هذا المهرجان الفريد من نوعه الذي أسس المدينة التي تستمد اشعاعها من سمعة هذا المهرجان الذي يحقق معدلات استثنائية في عدد الحضور سواء في الصباحيات الشعرية التي تضيق دار الثقافة محمد المرزوقي بجمهورها أو في عروض ساحة حنيش التي ينسّقها المسرحي منصور الصغير رئيس جمعية بلدية دوز للتمثيل أو في السهرات الفنية. الندوة الدولية برنامج الدورة يتضمن ندوة دولية بعنوان «النخلة والخيمة في حوار الثقافات وتنمية السياحة والصناعات التقليدية» بإشراف الدكتور محمد حسين فنطر ويشارك فيها باحثون من تونس ومصر والأردن وفرنسا وسوريا وايطاليا والكويت وليبيا والجزائر والى جانب الندوة تحتضن ساحة حنيش التي تمتد على مساحة 11 هكتارا عرضا فرجويا تمتزج فيها الايقاعات القادمة من المناطق التونسية والليبية والجزائرية والمصرية بما يجعل من المهرجان بساطا من الألوان والنغمات ويتمتع الجمهور فيه بلوحات الفروسية والعرس التقليدي وعراك الجمال والصّيد بالسلوقي وعروض الفنون الشعبية والمارطون الدولي للمهاري الذي ينظمه المهرجان بالتعاون مع جمعية المهاري بدوز. وفي الليل يتمتع الجمهور بسهرات فنية في دار الثقافة محمد المرزوقي التي تحتضن أيضا معارض للصورة الفوتوغرافية والفنون التشكيلية. متعة الصحراء مهرجان الصحراء الدولي مهرجان لا يشبه المهرجانات، إذ أن تأسيسه الذي تزامن مع تأسيس قرطاج والحمامات وجاز طبرقة في الستينات استند الى خلفية شعبية بدأت مع تأسيس مدينة دوز سنة 1910 ومنذ ذلك التاريخ البعيد ظلّ المهرجان يستعيد في كل عام لوحاته وجمهوره المتعطش الى ضوء الصحراء مؤكدا على تناغمه مع الروح التونسية في الانفتاح على العالم وقدرة المدينة على أن تكون مركز استقطاب اعلامي دولي وعلى الرغم من كل العوائق والصعوبات التي يواجهها المهرجان نجحت هيئاته المتعاقبة والمتطوعة لخدمة المدينة في أن تحافظ عليه وتطوره وهذا سرّ من أسرار هذا المهرجان الفريد.