في أجواء احتفالية كبيرة استقبلت مدينة دوز صباح أول أمس الاحد ضيوف الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان الصحراء الدولي الذي افتتحه السيد التيجاني الحداد وزير السياحة. السيد التيجاني الحداد أكد في كلمته الافتتاحية على دور مهرجان دوز في المنظومة السياحية وخاصة في السنوات الاخرة التي أصبحت فيها السياحة الصحراوية ذات حظوة خاصة ترجمتها القرارات الرئاسية الرائدة التي اتخذها سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي الذي تفضّل بوضع المهرجان تحت سامي اشرافه في دورتين خلال عقد التسعينات وسنة 2002 . فرق فنون شعبية من الجزائر وليبيا وفرنسا والكويت وكوريا واليونان وتونس ورجال الطوارق الملثّمون القادمون من أعماق الصحراء الجزائرية والليبية.. رسّامون من تونسوفرنسا والمانيا.. مهاري تناطح بقاماتها السماء.. خيول.. أكلات شعبية.. نسيج.. صناعات تقليدية.. شعراء شعبيون من كل أنحاء تونس.. أساتذة يحاضرون عن علاقة الصحراء والابداع.. وفقرات أخرى جمعت بين المسرح والسينما والموسيقى.. كل هذه المحطات كانت المواضيع الأساسية لاهتمامات وسائل الاعلام في مدينة دوز التي وصل عددها الى حوالي 100 مؤسسة اعلامية تونسية وعربية وأجنبية. «المُوقف» ادارة مهرجان الصحراء الدولي اختارت ان تكون سهرة الافتتاح انطلاقا من الموروث الثقافي للجهة فأسندت مهمة اعداد هذه السهرة لمنصور الصغير أحد مؤسسي فرقة بلدية دوز للتمثيل الذي أعد سهرة رائقة في دار الثقافة محمد المرزوقي نشّطها بامتياز الشاعر الشعبي بلاسم عبد اللطيف الذي ربط شعرا بين كل فقراتها. السهرة تضمنت مجموعة من اللوحات التي قدّمها المطرب البدوي رضا عبد اللطيف الذي قدّم ثلاث لوحات هي : زايري نخ وربخة، وهي لوحات من أعماق الصحراء تجسد فرحة البدو بالحياة واصرارهم على مغالبة قسوة الصحراء وفراغها بالموسيقى والغناء. كما تضمنت قصيدة للشاعر الشعبي البشير عبد العظيم وموقف دوز لمحمد شريك وموقف الفوّار وموقف طينة لخليفة الدريدي... هذه السهرة التي تابعها جمهور كبير من أهالي المدينة وضيوفها من الأوروبيين والعرب عبّرت عن قدرة الموسيقى والغناء في أن يكون جسرا للتواصل بين الشعوب والثقافات.. أليس الغناء تعبيرا عن الوجع الانساني وعن أوجاع الروح وآلامها؟! الصحراء والابداع الى جانب العروض الفنية واللوحات النشيطة اختارت ادارة المهرجان مواصلة تقليد الندوة العلمية التي بدأتها مع «كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان» وذلك بتنظيم ندوة موضوعها الصحراء والابداع بالتعاون مع جامعة ابس وقد تم تكريم الدكتور محمد حسين فنطر تقديرا لما قدّمه للمهرجان ولإشعاعه الدولي في اطار كرسي بن علي، وقدّم الدكتور فنطر مداخلة عن الصحراء في كتب القدامى كما تضمن برنامج الندوة التي تختتم اليوم مجموعة من المداخلات الاخرى منها : سيمياء الصحراء في الشعر العربي، سلوى النجار (جامعة ابس) الصحراء مصدر وموضوع في الادب الشعبي : محمد الاحول (المعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس) والصحراء في المدوّنة القصصية للدكتور نصر بالحاج بالطيب احمد البخاري الشتوي (جامعة المنار) والصحراء في السينما التونسية : الناصر خمير والطيب الوحيشي، نموذجا للهادي خليل (كلية الآداب بسوسة) والصحراء في الفن الفوتوغرافي لشاكر عليبي (جامعة قابس) والصحراء : الفضاء والديكور الفيلمي لحمادي بوعبيد (جامعة قرطاج) ورموز واشارات الصحراء في المسرح التونسي لمحمد عبازة (المعهد العالي للفن المسرحي) وحضور الصحراء في كتابات ابراهيم الكوني لحاتم الفطناسي (كلية الآداب بسوسة). وستختتم الندوة اليوم الثلاثاء بعد تقديم المداخلات التالية : الصحراء ومسألة الفراغ : الدكتور الناصر بالشيخ. مظاهر الجمال والجلال في الصحراء : الدكتور محمد محسن الزارعي. مظاهر الالهام الفني في الصحراء : الدكتور عمر كريم. Isabelle Ebrhardt : Le Sahara comme espace de reconnaissance et de création لكاترين ستول سيمون من فرنسا. القصور والقوافل الصحراوية الدكتور محمد الناصر البقلوطي (المعهد الوطني للتراث). فنون الصحراء : حسام الطويلة (مصر). هبات الشرف : ملاحظات سوسيولوجية حول طقوس الزواج بالجنوب التونسي : الدكتور محمد الجويلي كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس. نجاح بهذا البرنامج المتنوع تكون ادارة المهرجان برئاسة الدكتور فوزي بن حامد عضو مجلس النواب قد نجحت في رهاناتها التي بدأت منذ أربع سنوات وأولها منح المهرجان نفسا جديدا وانفتاحا أكبر على العالم وذلك بعدم الاكتفاء بعروض ساحة حنيش التي تبقى هي سحر المهرجان وخصوصيته. غدا.. يختتم مهرجان الصحراء الدولي بدوز لتبدأ رحلة أخرى لإعداد الدورة 38 التي ستكون بلا شك تواصلا أصيلا مع هذا الارث الثقافي الكبير.