قيل قديما «كل من عاش يرى ما لم يره...» فصانع ألعاب فريق «بوقونين» وعقله المدبر أنيس بن شويخة وبعد 14 عاما قضاها بألوان الفريق قادما من فريق الزهراء الرياضية عام 1996، رأى من زمنه خلال هذا الموسم ما حيّره منذ قدوم الفني الفرنسي جيرار بوشي الذي أبعد بن شويخة خلال ثلاث مقابلات واستبدله في أكثر من مناسبة وهو ما لم «تهضمه» جماهير «الهمهاما» خاصة ان الأمر يتعلق باللاعب الذي أهداها لقب الكأس بهدف تاريخي في ملعب رادس عام 2001. «الشروق» تحدثت لأنيس بن شويخة الذي تألق بشكل لافت خلال الجولات الأخيرة وساهم بقسط وافر في رحلة الانقاذ وهو ما اعترف به جيرار بوشي ولو بصفة متأخرة نسبيا فأكد ما يلي: «أريد ان أؤكد لجماهير «الهمهاما» والرأي العام بصفة عامة ان أنيس بن شويخة لا ينزل عن مستواه المعهود وسأنهي مسيرتي ان شاء الله بنفس النسق الذي بدأت فيه مشواري مع الفريق ولكن وبالرغم من ثقتي بموهبتي ومن امكاناتي فإنني لاعب محترف لذلك استسلمت لقرارات المدرب الذي أبعدني في أكثر من مناسبة وواصلت المثابرة وتجلدت بالصبر بحكم تجربتي الطويلة في عالم كرة القدم... لأن مثل ذلك الوضع كان قد يعود بالوبال على تركيز اللاعب خاصة إذا كان قائدا للفريق... ولكن الأدهى والأمرّ أنني سرعان ما اكتشفت مؤامرة دنيئة قادتها فئة صغيرة همست في أذن جيرار بوشي ودعته الى إبعادي عن تشكيلة الفريق وهو ما حزّ في نفسي كثيرا... فأنا استجبت لقرارات المدرب ولم أنطق بكلمة واحدة ولكنهم تعمدوا الأقدام على هذا الأمر المشين... لذلك أعلن بصفة رسمية أنني قررت الرحيل وهو قرار لا رجعة فيه ولن يثنيني أحد على هذا القرار حتى وإن كان رئيس الفريق السيد منجي بحر الذي احترمه كثيرا... أظن أنني عدت إلى تشكيلة الفريق وأثبت للجميع ان بن شويخة من طينة الكبار ولم أبخل بحبة عرق واحدة في سبيل إسعاد جماهير «الهمهاما» وساهمت من موقعي في ضمان البقاء وسامح الله من كان السبب.. اليوم أشكر تلك الجماهير التي تغنت باسمي وساندتني.. أعرف جيدا أن فراقها صعب بعد 14 عاما ولكن لابدّ مما لابدّ منه..». وواصل بن شويخة حديثه عن هذا الموسم الصعب له ولفريقه فقال: «لم يكن الموسم صعبا بالنسبة ل «الهمهاما» فأنا شخصيا أذكر أننا لعبنا على تفادي النزول خلال عشرة مواسم ومع ذلك فقد قمنا بانجاز فريد من نوعه عندما حوّلنا الرصيد الضئيل من النقاط التي بحوزتنا (4 نقاط) الى 30 نقطة قبل الجولة الختامية وهو انجاز ساهم فيه كل اللاعبين دون استثناء لكن وبكل صراحة هناك عناصر أبدعت بشكل لافت خلال هذا الموسم مثل صابر خليفة أفضل مهاجم في تونس وأيضا الشعباني ومهدي المرزوقي..». سبق لأنيس بن شويخة أن تذمّر من المدربين السابقين الذين تجاهلوه بطريقة غريبة، بل إن أحدهم قال ان إمكانات بن شويخة لا تتجاوز خمسة أمتار مربع!! وعن ذلك قال أنيس: «أظن انه بات من حقي تمثيل المنتخب الوطني بحكم المردود الغزير الذي قدّمته خلال الجولات الماضية... ومع احترامي لكل العناصر الموجودة حاليا في صلب المنتخب فإنني قادر على العطاء بسخاء بل حتى أكثر من مردود هذه العناصر... لكن ربّما لأنني أنشط في فريق نادي حمام الأنف وبالتالي ليس من حقي تمثيل المنتخب الوطني!! وذلك شأن عدة عناصر أخرى تألقت خلال الموسم الحالي مثل صابر خليفة وعلى بن عبد القادر واللاعب الرائع خالد القربي ولو أنني أعاتبه على محافظته على تلك الطباع السيئة التي جعلت فئة عريضة من الجماهير تعبّر عن غضبها تجاه هذا اللاعب».