عشية المقابلة لا حديث في صفوف نادي حمام الانف الا عن انتصار ثان على التوالي ضد الاولمبي الباجي بحكم العقم الهجومي الذي يعانيه هذا الفريق في وقت حذر فيه اللاعب السابق للهمهاما منصور البجاوي من الافراط في الثقة واستسهال المنافس.. ولكن زملاء بن شويخة ومنذ الشوط الأول وقعوا في فخ اللقالق فنادي حمام الانف فرض سيطرة تكاد تكون كلية اعتمادا علىالامدادات التي كان يموّن بها أنيس بن شويخة المهاجمين اليوسفي وصابر خليفة مع مساندة ذات بال من لاعبي وسط الميدان محمد سلامة والمسعودي وصعود الظهيرين وليد يكن وناصر بن كعاب ولكن صابر خليفة ارتأى ان يتفنن في إهدار الفرص وأصبح يبحث عن الجمالية والضربات المقصية! بدل النجاعة وهو ما جعله يهدر ثلاث فرص واضحة كانت تحسم النتيجة لفائدة «الهمهاما» منذ الشوط الاول. النقطة التي تحسب للاولمبي الباجي وتحديدا للهادي المقراني الذي قاد الفريق يوم المقابلة اجراء مجموعة من التحويرات التي جعلت الاولمبي الباجي يستعيد عافيته الدفاعية بعودة المدافع المميّز علي الهمامي الى محور الدفاع والزج باللاعب الرائع مهدي حرب الذي كان عبئا ثقيلا على دفاع «الهمهاما» وكان يسدد من كل المسافات ولا ندري لماذا تم تغييب لاعب مثل مهدي حرب طيلة الجولات الست الماضية؟ والمتأمل في أداء الفريق يلاحظ قوة الجهة اليسرى التي يقودها العائد قيس مخلوف ومهدي حرب ومن أمامهما الدربالي والسلطاني مع مساندة تأتي من صابر المحمدي بين الحين والآخر. ماذا فعل بالحوت بين الشوطين؟ سجلت المقابلة حضور المدرب الجديد للأولمبي الباجي رشيد بالحوت الذي وبمجرد انتهاء الشوط غادر المنصة الشرفية باتجاه حجرات الملابس وعلمنا من مصدر موثوق انه قدم مجموعة من التعليمات. بل انه من حدّد التغييرات التي كانت حاسمة في قلب الموازين خلال الشوط الثاني حيث ظهر الاولمبي الباجي بوجه مغاير لذلك الذي بدا عليه خلال الشوط الاول حيث لم يعد الفريق يجيد الدفاع فحسب وإنما ضغط على نادي حمام الانف في مناطقة الى ان توّج مجهوداته بهدف رائع من ارتقاء رأسي عن طريق المدافع اكرم بن ساسي قبل ان يقحم العبيدي المهاجم امين اللطيف الذي تمكن من تعديل الكفة قبل ان يعصف السلطاني بفرحة جماهير «الهمهاما» من جديد عندما سجل هدفا رائعا في شباك الحارس محمد بن خالد اطلقت على اثره جماهير الاولمبي الباجي العنان للافراح التي غابت عنها طيلة الموسم. مجازفة لا ندري كيف جازف المدرب فتحي العبيدي بالظهير الأيمن وليد يكن بالرغم من عدم جاهزيته والغريب في الأمر ان العبيدي اكتشف الداء والجميع لاحظ سيطرة الباجية على الجهة اليمنى لنادي حمام الانف وهو ما جعل جماهير «الهمهاما» تطلق صفارات الاستهجان مطالبة بالتغيير الذي جاء متأخرا ومجازفة أخرى ارتكبها الهادي المقراني من الجانب الآخر تمثلت في اقحام لطفي بالحاج المصاب والذي غادر الميدان بعد دقائق معدودة من دخوله بعد ان عاودته الآلام؟!! شطحات السلطاني متواصلة! لا أحد بامكانه التشكيك في القيمة الكروية للمهاجم امين السلطاني والهدف الحاسم الذي سجله ضد نادي حمام الأنف أكبر دليل على ذلك لكن السلطاني لم يتخلص الى حد اللحظة من الغضب الذي يستسلم له في كل مرة وهو ما جعله عرضة لعقوبة البطاقة الصفراء بطريقة مجانية بعد مناقشة قرارات الحكم. تردد! لا أحد فهم ذلك التردد الذي بدا عليه المدرب فتحي العبيدي أثناء المقابلة ولك ان تتصوّر جماهير نادي حمام الانف وهي تشاهد اللاعب شمس الدين الذوادي يقوم بالحركات الإحمائية لمدة تناهز ساعة كاملة ثم يتراجع المدرب عن قرار اقحامه في التشكيلة الأساسية؟! المقابلة في عيون رشيد بالحوت (المدرب الجديد للاولمبي الباجي) «أظن ان الاولمبي الباجي لعب اليوم بروح انتصارية مع العلم ان الفريق لا يرتكز على فرد بعينه ولكنه يمتلك مجموعة طيبة ومنسجمة ومتكاملة ولا ينقص هذه المجموعة سوى بعض التحويرات البسيطة وقد تحادثت مع اللاعبين وطلبت منهم اللعب حسب امكانياتهم وقد عملنا على شحذ هممهم لتحقيق الانتصار والحمد لله فقد تحقق المراد وبالنسبة لنادي حمام الأنف فهو فريق طيب الامكانات وأكثر ما أعجبني داخل هذا الفريق انه يبحث عن لعب الكرة وصناعة اللعب من خلال أسلوب مميّز». صابر خليفة (نادي حمام الانف) «أتيحت لنا عدة فرص خاصة خلال الشوط الاول ولكن افتقدنا عنصر النجاعة على عكس مقابلتنا ضد القوافل الرياضية بقفصة، الفريق بأكمله تمنى الفوز خاصة وأنه تنتظرنا مقابلات صعبة ضد الترجي والشبيبة والنادي البنزرتي... لكن سنسعى الى التدارك خلال الجولات القادمة». بطلان من اللقاء البطل الاول لن يكون سوى مهدي حرب هذا اللاعب الرائع الذي أجبر على الجلوس احتياطيا طيلة الجولات الست الماضية ولكنه صبر وثابر وانتظر الفرصة وأثبت جدارته ضد نادي حمام الانف ولا ندري من كان وراء تغيبه عن الاولمبي الباجي؟ والبطل الثاني ليس سوى جماهير اللقالق التي تحوّلت بأعداد غفيرة الى ملعب المنزه وكانت آخر من غادر الملعب متغنية بالاولمبي وباسم المدرب الجزائري رشيد بالحوت.