دوز «الشروق» كتب: نورالدين بالطيب من الصّين.. من تايوان.. من النّيجر.. من الامارات العربية المتحدة.. من الكويت من الجزائر من ليبيا من مصر من الأردن من اليونان من فرنسا وإيطاليا واسبانيا ومن جهات أخرى من العالم جاؤوا إلى مدينة دوز بوابة الصحراء التونسية بمناسبة مهرجانها الدولي للصحراء الذي تتواصل عروضه بعد أن افتتحه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بحضور السيد إبراهيم البريكي والي قبلي صباح الأحد وسيختتمه السيد خليل العجيمي وزير السياحة ظهر الاربعاء 30 ديسمبر وسيكون اليوم الثلاثاء الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ضيف المهرجان. السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث قال في افتتاح الندوة الدولية لكرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان أن الموقع الجغرافي لتونس أكسبها رغم صغر مساحتها تنوعا وقدرة على استيعاب الوافد والتأليف بين مختلف عناصرها وأشار إلى أهمية انعقاد هذه الندوة الدولية في مدينة دوز حول الخيمة والنخلة بمناسبة مهرجانها الدولي للصحراء وجاء في كلمته «إن تنظيم هذه الندوة حول هذا الموضوع بالذات يقوم شاهدا جديدا على سلامة التمشي المنهجي الذي يتوخاه كرسي بن علي في مدّ جسور التواصل والحوار بين الحضارات منطلقا في ذلك من الحرص على التعريف بخصوصيات ثقافتنا وبجذورها العريقة وبمميزاتها. فأنت لا تحسن الحوار مع الآخر إذا لم تعمل على احياء اعتزازك بموروثك وبمقومات شخصيتك الثقافية وإذا لم تهضم التنوع في هذه الشخصية الثقافية الوطنية وإذا لم تعمل على اذكاء الوعي بما في هذا التنوع من ثراء وإذا لم تسع إلى تعريف الآخر بهذه الخصوصية وهذا الثراء». وأبرز الوزير أن ندوات كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان تتماشى مع الخيارات الأساسية التي أرسى عليها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي سياسته الثقافية منذ فجر التحوّل المبارك وهي خيارات تعمل على تأصيل الكيان وتأهيل التونسي بذلك حتى يكون أقدر على الحوار والتواصل مع الآخر من منطلق اعتزازه بمقومات هويته الوطنية. عروض بعد افتتاحه للندوة الدولية لكرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان اطّلع الوزير على معرض للصناعات التقليدية ينظمه الديوان الوطني للصناعات التقليدية ويشارك فيه عارضون من مختلف مناطق الجمهورية كما استمع لمجموعة من الشعراء الشعبيين في دار الثقافة محمد المرزوقي وتابع العرض الفرجوي في ساحة حنيش الذي حضره جمهور غفير جاء من مناطق مختلفة من العالم ليشاهد لوحات من الحياة اليومية للبدو الرّحّل من سكّان المناطق الصحراوية وقد تحوّلت ساحة حنيش إلى بساط من الألوان والايقاعات إلى جانب عروض الفروسية وسباق المهاري والعرس التقليدي وفرق الفنون الشعبية بملابسها المتنوعة التي منحت ساحة حنيش بريقا مبهرا في طقس ربيعي ساحر. هذا العرض الذي نسّقه باقتدار المسرحي منصور الصغير رئيس جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل هو سرّ إشعاع المهرجان وقد صوّرت فعالياته عديد القنوات التلفزية نذكر من بينها «أم.بي.سي» وقنوات من الصين وتيوان وأوروبا. ورغم أن العرض يتكرّر كل يوم فإن الجمهور يعود كل يوم بنفس العدد لمتابعة هذا العرض الساحر بلوحاته التقليدية الطريفة. تونس اللّقاء مهرجان الصحراء الدولي في دورته الثانية والأربعين الذي يختتم غدا الاربعاء تأكيد على قدرة تونس على أن تكون أرضا للقاء فالصحراء لها موعدها السنوي وعرسها الذي يتكرّر كل عام ويستقبل آلاف السياح القادمين من كل مكان لاكتشاف سحر الصحراء وقدرتها العجيبة على أن تكون مصدر افتتان فنّي وجمالي وقد كانت سهرة بلقاسم بوقنة في دار الثقافة محمد المرزوقي بدوز مناسبة لاكتشاف هذا الفنان الاستثنائي وقد عجزت القاعة عن استيعاب الجمهور كما عجزت النزل والمخيمات السياحية على استيعاب العدد الاستثنائي من الوافدين على المدينة الصغيرة التي تتوسّد رمال الصحراء الكبرى.