يودّع التونسيون غدا سنة 2009، وكلّهم تفاؤل بما تحقق خلالها من مكاسب وانجازات نتيجة تظافر الجهود ومغالبة كل الصعاب وتداعيات الازمات الوافدة. وإذا كانت السنة الحالية تضمنت عديد المحطات الهامة وجاءت حبلى بعديد القرارات والإجراءات، فإن أبرز ما حفلت به كان إجماع التونسيين حول الرئيس بن علي واعادة انتخابه لولاية جديدة لمواصلة مسيرة الخير والنماء التي صنعت تجربة تنموية متفرّدة، تحدثت عنها المؤسسات الاقتصادية العالمية ووكالات الترقيم الدولية، وضمنت لكل التونسيين الرفاه والأمن والاستقرار. ولئن كانت سنة 2009 سنة صعبة جدّا على أغلب بلدان العالم وشهدت أزمة اقتصادية عالمية واسعة ضربت عديد الاقتصاديات المتينة وخلّفت مآسي اجتماعية لأغلب شعوب الدنيا اذ تراجعت نسب النمو وتكثفت عمليات تسريح العمال وفقدان مواطن الشغل، فإن تونس تحصّنت ضد تداعيات هذه الازمة وتحكمت في أضرارها بفضل مقاربات وقرارات الرئيس بن علي التي توفقت في استقراء الوضع الدولي واتخاذ اجراءات استباقية ناجعة امتصت الانعكاسات السلبية وقلّصت من آثارها. وقد يكون العمّال التونسيون، بالفكر والساعد، وفي كل القطاعات الانتاجية، الوحيدين الذين تحصلوا على زيادات في أجورهم ومنحهم وهي زيادات تتواصل بلا انقطاع منذ أكثر من عقدين. السنة التي نودعها شهدت وباء عالميا متوسعا تمثل في «انفلونزا الخنازير» التي قتلت آلاف البشر في مختلف بلدان العالم، وإن لم تكن بلادنا في منأى عنها، فإنها تمكنت من التقليص من أخطارها بتسريع وتكثيف عمليات التلقيح وتوسيع هياكل العلاج وتعميق أعمال التحسيس والوقاية. وقبل أن تنتهي سنة الانجازات والنجاحات سطع اسم تونس مجددا من الأممالمتحدة بمصادقة الجمعية العمومية على مبادرة الرئيس بن علي بإقرار سنة 2010 سنة دولية للشباب وتنظيم مؤتمر دولي للشباب هذا الاعتراف الأممي يؤكد ان تونس بلاد المبادرات الرائدة التي ترسخ في التاريخ وتخدم البشرية قاطبة والتي لا يمكن ان تصدر إلا عن زعماء ورجال دولة يتّصفون بالحكمة والاستشراف وبعد النظر.