في مثل هذا اليوم من عام 2006 امتدت أيادي الغطرسة والحقد لتغتال الرئيس الشهيد صدّام حسين.. في مسرحية أرادها الأعداء والخونة «اعداما» لزعيم واذلالا لرجل فإذا بهم يتلقون أروع الدروس في العظمة والشموخ وفي أبلغ معاني ومضامين وتجليات الرجولة... لقد أرادوا إنهاء زعيم رفع راية أمته العربية وآمن بحتمية طلوع شمسها... وآمن بقضاياها وبحقها في التحرر والانعتاق من براثن الصهيونية والاستكبار العالمي.. أرادوا هم.. وأراد هو.. فإذا به يهزمهم وحيدا صابرا محتسبا بالضربة القاضية.. معلنا دخوله التاريخ وتربعه على عرش العظماء الذين عاشوا عظاما وماتوا عظاما. لقد أرادوا اذلال الرجل الذي كان.. وقد كان رجلا كما لم تنجب الحرائر.. حرائر العراق الماجدات..وحرائر الأمة الماجدات.. ولأنه كان رجلا من تلك الطينة وبتلك القامة التي كشفت كم هم أقزام، فقد لقّنهم درسا لا ينسى ولا يمحى في «المرجلة».. لقد كان هو الذي يسوقهم الى حبل المشنقة.. وهو الذي يجلدهم بسياط النخوة والكرامة والشهامة.. ليمضي هو الى المجد والخلود.. وليمضي جلاّدوه الى مزابل التاريخ. لقد أرادوا اخراجه من وجدان العراقيين الشرفاء وهم الأغلبية الساحقة التي غلبت على أمرها نتيجة مؤامرة حبكت في ليل التآمر والحقد اجتمع عليها الخونة والانتهازيون مع الصهاينة والطامحين الى بناء «شرق أوسط جديد» خططوا لإطلاقه من العراق ولم يكن فيه مكان لقائد فذ يجري دم الأمة ويجري دم فلسطين من النهر الى البحر في عروقه.. كما أرادوا إخراجه من وجدان أمة لهجت باسمه من مراكش إلى البحرين.. أرادوا هذا وأكثر، لكنه خيب رجاءهم ليحفر له مكانا في قلوب وعقول مئات ملايين العرب والمسلمين وشرفاء العالم... وقلب عليهم السحر ليدخل التاريخ من بابه الكبير. أبا عدي.. يا أب الشهيدين ويا أب الحفيد الشهيد.. نم هانئا هادئا ولتسكن روحك... فللباطل صولة وللحق صولات... وثق أن روحك حين ترفرف على الوطن العربي كما أردت وكما خططت منذ زمن ستقول إنك كنت محقا.. وأنك كنت رجلا عظيما وأنت بيننا.. وأنت تمضي.. فلقد زرعت باستشهادك في هذه الأمة وفي كل شرفاء العالم معاني خالدات.. لا تموت.. وهل مات صلاح الدين؟.. وهل مات عمر المختار..؟ لتموت أنت... أنتم الأحياء في موتكم.. وهم الميتون وإن توهموا أنهم أحياء.