(1) لا هم يلوحون... لا أصواتهم تصل لا الدار لا الجار لا السمار لا الأهل وأنت تنأى وتبكي حولك السبل ضاقت عليك فجاح الأرض يا رجل سبعين عاما ملأت الكون أجنحة خفق الشرار تلاشت وهي تشتعل لا دفأتك ولا ضاء الظلام بها طارت بعمرك بينا أنت منذهل ترنو اليهن مبهورا معلقة بهن روحك والأوجاع والأمل وكلما انطفأت منهن واحدة أشاح طرفك عنها وهو ينهمل سبعون عاما وها أنت مرتحل ولست تدري لأي أرض ترتحل» عبد الرزاق عبد الواحد للأمة أعياد مرت بنا ولكننا لن ننسى أبدا ذاك العيد الذي أرادو له أن يكون مأتما إلا أننا آمنا أن أعيادنا من يومها لن تعود غير غبطة لوجود أرحب.. وكذلك نكتب التاريخ... وكذلك يكون تشكل وعي أمتنا تسقط بغداد لتنهض الأمة من جديد.. كذلك يكون الجدل ما بين الكيان والعدم سلاما.. سلاما للقول وللفعل وللكلمات ولتاريخ لا يكتب بغير عمق الحفر في النسيان تأصيلا للوجود وللكيان... ثلاث سنوات مضت على استشهاد صدام ولكننا ما نسيناه وما نسينا أيضا ذكرى شهداء الوطن والفحولة وعمق الايمان بالمستقبل، هم مضوا ليعبدوا لأمتنا تاريخها كيانا وكتابة لخلود القادمين. (2) لا زلنا ننشغل باليومي من خوف اصابتنا بالانفلونزا إلى الجري وراء لقمة العيش إلى مراقبة واجبات أطفالنا المدرسية وإلى عشق الجمال ومحبته والكتابه عنه إلى ذاك الألم الباطن حيث الذات والماضي والحاضر. يتداخل التاريخ بالتاريخ بين استشهاد الرئيس البطل صدام وبين يوم سقوط بغداد... يصبح سؤال اليوم عزاء الأمس... لقد كان فجرا بطوليا ويوما عصيا ولكننا اتخذنا الصبر مفتاحا لنا «أضاعوك وا& حتى أضاعوا الطريق وساروا وراء العدو يلهثون لهاث الذليل الطريد وأنت إلى الآن مشروعة للاخوة كفّك ولم يعرف الحقد قلبك ألهذا نحبك حكم ا& فيهم أنت رايتك المجد والواهمون بلا راية يعمهون قم نصلي على الشهداء فالصغار بلبنان من شدة القصف ظلوا سهارى والحنينات شيعن أكبادهن وقلن البلاد أعزّ لتصهل في الروح كل الرياح» ساجدة الموسوي ... سأذكر أيام الشعر بالمربد وستذكر وبعد عام أو بعد مائة سنة الأمة معي ومع كل مثقفي الأمة صناع التاريخ والثقافة والفحولة... انها ستذكر وستذكر... وستواصل طرح استفهامات حقيقية في عمق التاريخ حيث الكيان حيث البطولات تجيء من أعماق الماضي لتتوجه نحو المستقبل سيذكر الكل رجلا أمسك كلام ا& بيديه وتحدى جلاديه ليقول للآخر لا شيء أرفع من الأمة ولا قول ينازع القول، مات صدام حسين، ولكن ضمير الأمة سيظل يذكر ثقافة التاريخ وسحر الايمان بالعروبة وحيث كان الإنسان تكون الحرية. كانت كلماتنا ولا زالت تقطر كمدا وتنادي مياه دجلة التي لم يعد واحد من كتاب الأمة يطال قطرة منها. وبعدها... نعود لنرفع اليوم وبعد ثلاث سنوات من شهادة العزة كلماتنا في وجوه الكافرين بالحرية وصفاء العروبة لنقول لا شيء أرفع من قرع طبول ذكرى الحقيقة تلك التي سقت «سقراط» سما رفعه لمنزلة الخالدين فهنا أو هناك فإن لنا حكايات لم يسافر بها محو التاريخ وسيردد الكل الشبيه والمختلف القريب والبعيد «مذ هوى تمثاله تغير لون مائنا طعم زادنا رائحة العرق مذ عفروا وجهه في الزعفران هاجر دفء التاريخ الى ثلج الجغرافيا» حاتم النقاطي سيردد الكل حرية يبحث عنها الجمع... هو حكم وعاش كتب مذكراته لتكون طريقا للقادمين وعمى في عيون الجبابرة، وحاول أن يحلق عاليا وأراد أن يبلغك سرها ولكن من بعدها صادرها الكارهون... هو.. هم.. أنا.. هي.. أنت.. أنت.. هما.. هن... نحن.. سنظل الخيال الجميل... وأنتم... سؤال الأمة والتاريخ. (3) للأمة أعياد مرت بنا ولكننا لن ننسى أبدا ذاك العيد الذي أرادوا له أن يكون مأتما إلا أننا آمنا أن أعيادنا لن تعود غير غبطة لوجود أرحب... وكذلك نكتب التاريخ... وكذلك يكون تشكل وعي أمتنا تسقط بغداد لتنهض الأمة من جديد... كذلك يكون الجدل ما بين الكيان والعدم. سلاما... سلاما للقول وللفعل وللكلمات.. ولتاريخ لا يكتب بغير عمق الحفر في النسيان تأصيلا للوجود وللكيان... ست سنوات ونيف مضت على سقوط بغداد ولكننا ما نسينا ذكرى شهداء مضوا ليعبدوا لأمتنا تاريخها الذي سيكون كيانا وكتابة لخلود القادمين تعيش بغداد وصدام والأمة والشعر في قلوبنا... موتوا كمدا لن يركع الأحرار.