توجه الرئيس زين العبادين بن علي مساء أمس بكلمة الى الشعب التونسي بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة 2010. وفي ما يلي نص هذه الكلمة : «بسم ا لله الرحمان الرحيم أيها المواطنون أيتها المواطنات نودع اليوم سنة حافلة بالاحداث الوطنية والاقليمية والدولية لنستقبل سنة ادارية جديدة أعادها الله على كل التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج بالخير والسعادة والرفاه. لقد تمكنا خلال السنة المنقضية من استكمال تنفيذ برنامجنا للفترة الرئاسية الماضية بسائر محاوره وأهدافه وقطعنا خلاله أشواطا جديدة على درب التقدم والنماء في مختلف الميادين. وهو ما أهل تونس لأن تكون أفضل بلد في العالم من حيث سرعة تطور مؤشر التنمية البشرية منذ سنة 2000 الى اليوم علاوة على المراتب المشرفة التي أحرزت عليها في التقارير والتقاويم الدولية المختصة. كما استطعنا ان نحد من تداعيات الازمة المالية العالمية على بلادنا وان نحافظ على منوالنا التنموي ببعديه الاقتصادي والاجتماعي بفضل ما اعتمدناه من يقظة وحذر في متابعة التطورات الجارية ومن جرأة وواقعية في استشراف الآفاق المستقبلية. وقد شهدت بلادنا في السنة الفارطة دفعا نشيطا في المجالين السياسي والاجتماعي ساده التفاهم والوفاق بين مختلف الأطراف سواء بالتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية او بالحوار الذي لم ينقطع بين الحكومة وسائر الأحزاب الوطنية والمنظمات المهنية ومكونات المجتمع المدني. ونحن حريصون على مزيد دعم هذا التوجه واثرائه في المرحلة القادمة لقطع خطوات أخرى حاسمة في مجال تعزيز مسار الديمقراطية والتعددية وتنمية المشاركة السياسية وتطوير أشكال التواصل مع جميع التونسيين والتونسيات على أساس الالتزام بالمرجعيات الوطنية ووضع مصلحة تونس فوق كل اعتبار والولاء لها دون سواها. ومن دواعي اعتزازنا ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت يوم 25 أكتوبر الماضي كانت حدثا تاريخيا بارزا عبر خلاله شعبنا بكل وضوح وشفافية عن وفائه لقيادته واختياراتها وأكد ما بلغه من وعي سياسي ونضج فكري هو بهما حقيق وجدير. وقد انتظمت ببلادنا خلال السنة الماضية عدة لقاءات وندوات ومؤتمرات اقليمية ودولية رفيعة المستوى غزيرة المضامين اثبتت مرة أخرى ما تحظى به تونس على الساحة الدولية من ثقة واحترام واشعاع وما تتميز به من تفتح رشيد على محيطها وعصرها ومن تعلق دائم بالقيم الكونية المشتركة وحرص متواصل على ترسيخ مقومات الحوار والتعاون والتضامن في العلاقات الدولية. وتندرج في هذا السياق مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر 2009 بالاجماع وضمن اشغال دورتها الرابعة والستين على قرار يعتمد مبادرتنا الخاصة باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب اعترافا بمصداقية بلادنا على الساحة الدولية وتفاعلا مع تجربتها الناجحة في الحوار مع الشباب وتشريكه في الاهتمام بالشأن العام لوطنه وعالمه. أما السنة الجديدة فستشهد انطلاق انجاز برنامجنا المستقبلي للخماسية القادمة بما اشتمل عليه من اهداف وتطلعات في كل القطاعات. ونحن على يقين بانخراط جميع التونسيين والتونسيات في هذا البرنامج واستعدادهم لمزيد البذل والجهد لتأمين أكثر ما يمكن من فرص التطور والتقدم لشعبنا وبلادنا. وسنواصل خلال السنة القادمة دعم مسيرتنا التنموية الشاملة بانجاز عدة مشاريع جديدة طموحة تغطي شتى القطاعات كتوسيع شبكة الطرقات السيارة وتعزيز الاقطاب التكنولوجية والرفع من نسق الاستثمار والتشغيل والتصدير ومزيد احكام الربط بين النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتوازن البيئي. أما على الصعيد الخارجي فسنعمل على اثراء علاقات التعاون والشراكة مع أشقائنا واصدقائنا في مختلف انحاء العالم. ونحن نأمل أن تكون سنة 2010 طالع خير على بلادنا وعلى اقطار اتحادنا المغاربي وعلى أمتنا العربية وامتنا الاسلامية واتحادنا الافريقي كما نرجو ان تتوفق المجموعة الدولية الى ايجاد الحلول العادلة والمنصفة للقضايا المطروحة على عصرنا وأن يعم السلام والرخاء البشرية قاطبة. وكل عام وأنتم بخير وكل عام وتونس بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».