حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكراي في الحقيقة، لم يكن موضوع اغتيال صالح بن يوسف، ولا مسألة «المؤامرة» كما يطلق عليها النظام آنها عندما يشير الى عملية الأزهر الشرايطي، او بالأحرى لم يكن الموضوعان، منحصرين في حوار واحد، مع الأستاذ أحمد بن صالح.. فقد كانت المذكرات والشهادات على المرحلة التي عاشها، مكسوّة دوما بتفاصيل، لها علاقة بالتاريخ وأحداثه.. لكن في كل مرة ، يرفض «سي أحمد» ويجدد الرفض، تبني معلومة، ليس مقتنعا بها، أو هو يشكّ في حدوثها بالطريقة التي وصلت بها إليه.. سألته عن عملية الأزهر الشرايطي في 1963 وهل صحيح انها كانت مؤامرة فقال: «قبل ان أجيبك عن هذا السؤال سوف أروي لك قصة مرتبطة بعملية الازهر الشرايطي.. كان منزلي محتاجا الى تسخين مركزي Chauffage central وقد تعاقدت للغرض مع شركة سي أحمد بن حميدة وكان بيننا عقد لكي تنجز الشركة المذكورة التسخين المركزي لمنزلي وكان من بين الفنيين أحدهم أصيل مدينة بنزرت، وكان هذا الشخص من ضمن المجموعة التي يقال انها حاولت ان تقوم بانقلاب على الحكم في تونس، كان ذلك سنة 1963 وكنت وزيرا للتخطيط والمالية وهذا الأمر علمت به في ما بعد، عندما انتشر خبر ما يسمى بمحاولة الانقلاب حيث قال لي حارس المنزل انه ولما كانت الشركة تنجز التسخين المركزي للمنزل صادف في أحد الأيام ان وجد الحارس التقني المتخصص في المجال وقد كان يعمل بشركة بن حميدة التي تعاقدت معها للغرض وجده بحديقة المنزل على الساعة الصفر، أي منتصف الليل وعندما سأله الحارس ماذا يفعل، ردّ عليه بأنه جاء ليتفقد مستوى العمل، وهل ان السخان المركزي يعمل على ما يرام أم لا... كان هذا التقني (وقد نسي اسمه) من العمال المتخصصين في هذه الشركة... وقد قيل في شأن هذا التقني الذي أعدم بعد القاء القبض عليه، انه جاء لاغتيال احمد بن صالح... والله اعلم». وقبل أن أعلّق بالسؤال على كلام «سي احمد» بن صالح بأن لماذا وهو يروي قصة عملية الازهر الشرايطي، يقول: «قيل»... سألته في البداية عن العملية وهل يعتقد انها مرتبطة بعملية اغتيال صالح بن يوسف، فقال: «لا أدري... لا شيء يدل على ذلك...ليس لأني عضو في الحكومة فأنا أعرف كل شيء... كان هناك رئيس دولة وكتّاب دولة... كل واحد فرض وجوده بصفة او بأخرى»... سألت مرة أخرى: ألم تكن لكم اجتماعات دورية للحكومة؟ فقال: «هناك اجتماعات للحكومة ولكنها لم تكن دورية...» قلت: من كان وزيرا للدفاع وقتها؟ فقال: الباهي الادغم كان يشغل المنصب، اضافة الى أنه كاتب الدولة للرئاسة (أي ما يقابل الوزارة الاولى فيما بعد)... وقلت لك سابقا، كيف تلقى الباهي الادغم المكالمة في جلسة للديوان السياسي، ترأسها هو وليس بورقيبة... كان الحدث بعد أشهر تقريبا من اعلان اغتيال صالح بن يوسف»... لكنك كنت في الديوان السياسي مجتمعا مع بقية الاعضاء حين تلقى الباهي الادغم نبأ «المؤامرة»؟ عن هذا السؤال قال «سي احمد» وقد فهم أنني قصدت انه كان ضمن الحلقة الرئيسية الحاكمة في البلاد: «أنا كنت متبنّى في الديوان السياسي «Coopté» لم أكن عضوا كامل العضوية، فذلك يقتضي انتخابي من المؤتمر ... مؤتمر الحزب.. كنت بمثابة ملحق بالديوان السياسي بقرار من رئيس الحزب والديوان السياسي ولم أكن منتخبا... فقد كان لي ذلك في مؤتمر بنزرت لسنة 1964، حيث انتخبت في الديوان السياسي». ... والى حلقة قادمة إن شاء الله