ذكرت معطيات احصائية من المعهد الوطني للاحصاء ان انفاق التونسيين على التغذية يحتل المرتبة الاولى من جملة نفقاتهم وذلك بنسبة 34.8٪ لكن الملفت للانتباه هو ان هذه النسبة تراجعت عن السنوات السابقة رغم تطور وتنوع العادات والمواد الغذائية. ويقول المختصون ان هذا التراجع في نفقات التغذية مردّه ظهور نفقات جديدة في حياة التونسيين في مجالات أخرى، اذ لم يعد التونسي يكتفي بالغذاء والملبس والمسكن بل أصبح ينفق ايضا على الترفيه وعلى الاتصالات الهاتفية اكثر من العادة... ورغم ذلك فإن تخصيص نسبة 34.8٪ من اجمالي النفقات للتغذية يعتبر رقما مرتفعا مقارنة بالدول المتقدمة حيث لا ينفق المواطنون سوى 22٪ فقط على التغذية فيما ينفقون اكثر من ذلك على مجالات أخرى مثل النقل والسكن والترفيه. وتقول التحاليل الاستهلاكية في تونس ان انفاق التونسيين على الغذاء أصبح يتجاوز المواد الأساسية نحو مواد أخرى مثل الاجبان والتن والشوكلاطة ومسحوق القهوة الرفيع والفواكه الجافة والعصائر. حيث ارتفعت نسبة حضور هذه المواد على طاولة التونسيين اضافة الى المواد الاخرى العادية التي شهدت بدورها ارتفاعا في الكمية المستهلكة فمثلا يبلغ معدل استهلاك اللحوم الحمراء للأسرة الواحدة 3.5 كلغ في الشهر ويصل الى 4.6 كلغ في رمضان. أما بالنسبة الى الدواجن فيبلغ 4.2 كلغ للأسرة الواحدة شهريا ويصل الى 5.8 كلغ في رمضان. كما تستهلك الأسرة الواحدة 41 بيضة في الأشهر العادية مقابل 88 بيضة في رمضان. والجدير بالملاحظة ان التونسي اصبح يبحث عن استهلاك المواد الطازجة (خضر وغلال) في غير فصلها المعتاد وذلك نتيجة تطور تقنيات الخزن والتعليب في بلادنا اضافة الى تطور تقنيات الانتاج وتحسن جودتها. وحسب ما ورد في نشرية «الاعلام الاقتصادي» الصادرة عن وزارة التجارة والصناعات التقليدية فإن معدل الدخل الفردي في تونس بلغ 5319د سنة 2009 اضافة الى تخصيص الجانب الاهم من النفقات للتغذية (34.8٪) فإن نفقات السكن تحتل بدورها مرتبة متقدمة بنسبة 22.8٪ تليها نفقات النقل ثم النظافة ثم العلاج ثم الهاتف والاتصالات ثم الترفيه والثقافة. ويتوقع ان يرتفع معدل الاستهلاك لدى التونسيين خلال سنة 2010 نظرا الى تواصل تطور أسباب التشجيع على الاستهلاك مثل تطور الانتاج والتوريد وارتفاع المداخيل وظهور عادات استهلاكية جديدة وتطور الجودة.