2009 كانت حافلة بعديد الأحداث الفنية لكنها تميّزت ببعض الجزئيات لتظلّ راسخة في مخيلتنا.. ويمكن اعتبار الحدث الأهم هو المهرجان الدولي بقرطاج والذي لم يخل من عديد المفاجآت بشقّيها سواء كان إيجابيا أم العكس.. مهرجان قرطاج كان حافلا بتنوع العروض فحضرت العروض الطربية ولعل أهمها وردة الجزائرية لكن ما يمكن اعتباره في تلك الحفلة أن وردة رمت بتاريخها عرض الحائط فالعرض ورغم الحضور الجماهيري المكثف فإنه ظل دون المستوى لأن وردة تقدم بها السن ولم تستطع مجاراة هيبة قرطاج بتاريخه التليد.. سهرة أخرى لكن تظلّ في البال وهي سهرة مارسال خليفة الذي أمتع وأطرب فكان وفيا لالتزاماته الفنية وترك انطباعا سيظلّ محفوظا في الذاكرة بعد عقود أخرى. سهرات شبابية! لأن جمهور تونس يمكن وصفه بالحربائي لتلوّن الأذواق فقد تمّ تخصيص عروض شبابية حيث حضر جمهور كان مغايرا للمعهود حتى أننا خلنا أنفسنا في ضواحي ريو دي جينيرو أو الشوارع الخلفية لنيويورك، فاللباس لم نعهده سابقا وطريقة حلق الشعر واللباس غير المحتشم.. بالاضافة الى حالات الهستيريا التي ملأت أرجاء المكان والصراخ الذي أقلق حتى مضجع الأموات عبر مئات السنين الماضية. فضائح إيهاب توفيق دائما وضمن هستيريا الشباب ففي حفل الفنان إيهاب توفيق كان حضور الإناث مكثفا ومما زاد في الطين بلّة أن إيهاب هاج وماج وهدّد بمقاطعة الحفل عندما تدخل المنظمون لإبعاد مصوره الشخصي.. إيهاب كان في الكواليس يسأل وبكل صفاقة أين المعجبات؟ إيليسا تستنجد بالبلاي باك! في ندوتها الصحفية ذكرت «الشروق» حول اعتمادها البلاي باك فنفت ذلك قطعا بل وغضبت من السؤال حتى أنها كذبتنا لكن انقشع الضباب وبانت الحقيقة وسقطت إيليسا في الكذب لتستنجد بالبلاي باك في قرطاج وقد أكدت «الشروق» ذلك أثناء حفلها في بنزرت. نوم أمينة وحمل صوفية! كان النصيب الهام للعروض التونسية في هذه الدورة ولأن قرطاج حلم كل فنان عربي وخاصة التونسي فإن عرض أمينة كان ناجحا لكن عوّدتنا أمينة بالخروج عن المألوف فنامت على ركح قرطاج ولسان حالها يقول: هذه رسالة فمن يفكّ لغزها..؟ زميلتها صوفية صادق ورغم حالتها الصحية الحرجة ومطالبة طبيبها الخاص بعدم الإجهاد إلا أنها أبت إلا أن تطل واقفة طيلة العرض: فقد كانت حاملا فرماها المعجبون برضاعات لكن لا نعلم هل كان هذا الحدث تلقائيا أم كان مفبركا؟ الأسطورة أزنافور أهم حدث شغل الناس والاعلام هو عرض شارل أزنافور ورغم نجاح الحفل إلا أن مرّه بهنّة فكاد أن يسقط في بركة مياه على ركح وقد تفاداها بحركة بهلوانية رغم تقدّمه في السن.. اللمّة الصحفية لفناني المشرق أضحى من النادر أن يعقد فنان مشرقي ندوة صحفية خوفا من الأسئلة المحرجة للاعلاميين التونسيين فابتدع الفنانون القادمون من المشرق: اللمّة الصحفيّة التي عادة ما تعقد بعيدا عن أعين الصحفيين فداخل الجناح المخصّص للفنان يجتمع عدد من الاعلاميين وتعقد الندوة الصحفية لنطالع أخبارا كما يحبذها منظم الحفل والفنان المشرقي أملنا الوحيد أن يبتعد الاعلاميون على مثل هذه التصرفات والتي قد تسيء بالاعلام التونسي وتغالط القارئ وتفسد ذوق المستمع والمشاهد! عبد السلام السمراني وسام المختار 2009 سنة المائويات والإحياء والاحتفالات: أبرزها مائوية الشابي وأهمها القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية تونس «الشروق»: ما شهدته الساحة الثقافية سنة 2009 لم تشهده من قبل، مائويات واحتفالات جعلت هذه السنة تدخل التاريخ فمن الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية إلى مائوية المسرح والشابي والدوعاجي وابن خلدون تظاهات تعددت رؤاها واختلفت مضامينها وأثرت الساحة الثقافية خلال هذه السنة المنقضية تبقى خالدة في الذاكرة وشاهدة على الحاضرة وحافزا لجيل المستقبل. سنة حافلة بالتظاهرات الوطنية والأحداث الثقافية الهامة ومن أهمها اختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 بناء على القرار الصادر عن المؤتمر العام لوزراء الثقافة للدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الملتئم بالجزائر سنة 2004 وذلك في إطار برنامج منظمة «الإسيسكو» للتعريف بالمساهمة الحضارية والثقافية لمدن تميزت بدور أساسي في نشر الحضارة الإسلامية. وقد تم خلال سنة 2009 عديد الأنشطة احتفاء بهذه المناسبة ومن بينها المؤتمرات الإقليمية والندوات الدولية والوطنية والأمسيات الشعرية ومعارض فنية ووثائقية وتراثية ومهرجانات مختصة وعروض موسيقية وسينمائية ومسرحية. مائوية الشابي الاحتفالات لم تقتصر على القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية بل تعدت إلى الأعلام والرموز حيث سجلت سنة 2009 الاحتفال بمائوية ميلاد شاعر تونس الكبير أبي القاسم الشابي تأكيدا لاعتزاز تونس بالرموز الذين أسهموا في نحت الشخصية التونسية وتثبيت خصوصياتها وإثراء مدونتنا الإبداعية خاصة وأن هذه الشخصية (أبو القاسم الشابي) تعد رمزا من رموز التجديد والتدحيث الأدبي والفكري. كما شهد افتتاح مهرجان قرطاج عرضا خاصا بهذا العلامة كان بمثابة تحية وفاء للشابي. مائوية المسرح الاحتفال بمائوية المسرح التونسي كانت من أهم الأحداث الوطنية في 2009 وقد جاءت هذه التظاهرة إكبارا للمكانة الريادية لهذا الفن في بلادنا ولرسوخ تقاليدنا المسرحية منذ بدايات القرن الماضي وتكريسا لكل الذين كرسوا مواهبهم لنشر الحركة المسرحية بتونس وتعزيز أركانها وتطويرها وتحقيق إشعاعها داخليا ودوليا. الدوعاجي وابن خلدون سنة 2009 كانت حافلة بالمائويات وإلى جانب الشابي احتفلت تونس بالمائوية السادسة للعلاّمة ابن خلدون إلى جانب مائوية الفاضل بن عاشور وعلي الدوعاجي هكذا إذن كانت هذه السنة سنة الإحياء والاحتفالات بذكرى أعلام تونس في جميع المجالات وخصوصا علمائها ومفكريها ومبدعيها وتخليد أعمالهم وحفظ اثارهم لتهتدي بها الأجيال القادمة.