على غير العادة، لم تسجل السهرة السينمائية الثالثة لمهرجان قرطاج (18 جويلية 2004) شأنها شأن السهرتين السابقتين، اقبالا كبيرا، حيث كانت نسبة الحضور ضعيفة مقارنة بالدورات السابقة. وكان الفيلم المقترح في السهرة من انتاج 2003 ويحمل عنوان «قراصنة كاراييب» للمخرج غوري فيربينسكي. ويشارك في بطولته النجم المعروف جون ديب. «بربروس» بلا عروج والفيلم كما هو واضح من العنوان من نوع افلام القرصنة البحرية او القراصنة وهي موجة كلاسيكية معروفة... وفيه حتى من الاشارات والدلالات، ما يحمل الى القرن السادس عشر، زمن خيرالدين بربروس، وأخيه عروج... فالقرصان الشرير في الفيلم اسمه «بربوس» نسبة الى «بربروس»، ولكن بدون شقيقه عروج. واذا كان خيرالدين بربروس قد تاب زمن العثمانيين، والتحق بالجيش التركي لدخول تونس من اجل اسقاط الحكم الحفصي، فانه في بحر كاراييب لم يتوقف عن مهاجمة السفن، ومن عليها، حيث يقدم على اختطاف سفينة «بلاك بيرل»، لمهاجمة مدينة الميناء الملكي... ومنها يختطف ابنة الحاكم، الحسناء اليزابيت سوان... فرجة ولكن! وتتواتر الاحداث في الفيلم، مفضية الى معارك، ومبارزات بالسيف، تختلف تقنيا عما هو مألوف في السينما الكلاسيكية، حيث تمتزج الادوات والمشاهد بين الكلاسيك او الواقعي، والرقمي أو الافتراضي. وعموما يحمل الفيلم مشاهد فرجوية مبهرة، ومثيرة، فيها من الامتاع والترفيه ما لا يدع للمتفرّج فرصة لمبارحة المسرح... ولكن للاسف لم يكن الحضور كبيرا، وهي ظاهرة شملت تقريبا كل السهرات السينمائية في قرطاج هذه السنة ربما لنقص الدعاية وعدم حماس التونسيين للتنقل الى قرطاج، خصوصا وان الطقس في هذه الايام جميل بالليل، وغير حار كما في الاعوام الاخيرة.