«المرأة في تونس التغيير.. نبع للحضارة وأفق للحداثة» هو عنوان مؤلف للباحث التونسي مصطفى الصابري يتناول حصيلة المكاسب المحققة لفائدة المرأة خلال عشريتين من التغيير بفضل الإجراءات الرئاسية المتتالية التي عززت مشاركتها في الشأن العام. ويتضمن المؤلف في الباب الأول تحليلا لمقاربة الرئيس زين العابدين بن علي في مجال النهوض بالمرأة كأحد أوجه المشروع التحديثي في تونس حيث تركز العمل على تطوير حقوقها ضمن نظرة إستراتيجية شاملة تقوم على اعتبار حقوق المرأة جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان. ويبرز الكتاب وهو في 340 صفحة مدى مساهمة هذه المقاربة في تجديد البنية الاجتماعية في تونس ضمن رؤية متوازنة تقوم على أساس تكافؤ الفرص والحقوق بين الجنسين خصوصا في التعليم والشغل بما ساهم في نجاح التجربة التونسية في مجال التنمية الإنسانية وعزز انفتاح المجتمع على الحداثة. كما يحلل من خلال استعراض للمكاسب ذات الصلة مرتكزات النقلة النوعية التي شهدها المجتمع التونسي في عهد التغيير من منظور حقوق المرأة التي تصنف اليوم المؤشر الأبرز لقياس تقدم المجتمعات. ويكتسي الكتاب أهميته في ما يعرضه من إضافة في مجال الدراسات الاجتماعية والتشريعية المتعلقة بالمرأة في تونس مثلما جاء في المقدمة التي وقفت فيها الباحثة ألفة يوسف على ما تضمنه المؤلف من معطيات إحصائية وتحاليل موثقة تثبت مدى نجاح المقاربة التونسية للأسرة ودور المرأة في إحداث توازن حقيقي صلب الأسرة والمجتمع وتحصينهما من الهزات التي تسبب المظالم الاجتماعية تجاه المرأة والطفل. فقد رصد صاحب المؤلف مسيرة التقدم في مجال التشريعات إذ جمع مجمل النصوص القانونية التي تضمن حقوق المرأة وتحميها من التمييز مستعرضا بالخصوص التنقيحات التي شهدتها مجلة الأحوال الشخصية منذ 1987 وما تضمنته من إصلاحات جوهرية عبرت عن إرادة سياسية استندت إلى نظرة واضحة لحاضر تونس ومستقبلها وتدرجت بالمرأة من المساواة إلى الشراكة مع الرجل. ويتناول الكاتب في جزء آخر من مؤلفه الإشعاع العربي لتونس في مجال حقوق المرأة لا سيما عبر منظمة المرأة العربية التي ترأسها حاليا السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية وجهودها لتنمية الوعي بقضايا المرأة وتعزيز مشاركتها في مسار التنمية. كما يعرض إلى أنشطة كل من مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة «كريديف» ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر» ليبرز الإضافات التي يقدمانها في مجال متابعة أوضاع المرأة والمساهمة في تطويرها.