غيب الموت مؤخرا المناضل الوطني محمد الرمادي (أصيل مدينة المهدية) ومحمد الرمادي هذا رجل عرف بدماثة أخلاقه وحسن عشرته. والجالس اليه يستفيد كثيرا من مجلسه ومن زاده الثري عن الحركة الوطنية .. وحركات النضال الشبابي من أجل الاستقلال وشخصيا عرفته خلال أشهر السنة الأخيرة من الخمسينات بمدينة الكاف عن طريق المناضل البشير بوليمة (أطال الله عمره) والمرحومين محمد الهادي الكافي ومحمد الأمين بوعلاق. وهم الثلاثة من الاطارات الكشفية بجهة الكاف ومناضلين في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي .. والفقيد كان آنذاك كاتبا عاما لبلدية الكاف في الفترة التي ترأسها المرحوم الشيخ البحري بربوش (1962-1957) وكان الفقيد بحكم تكوينه ونزعته الجمعياتية والوطنية مشاركا في صفوف الحركة الكشفية والشباب الدستوري والهلال الأحمر والتضامن الاجتماعي وكان ايضا أحد المشرفين على فرع مدرسة تكوين الاطارات الحزبية بمندوبية الحزب التي كان على رأسها المناضل المرحوم موسى الرويسي... ويرافقه في التسيير المناضل البشير حداده والمرحومون محمد معالج ومحمد الأمين بوعلاق والمنجي المناعي. ومن خلال مخالطته مليا ونحن كجملة من الاطارات الشبابية نخطط لبعث جمعية النادي الرياضي الكافي (.C.A.K) عرفت فيه معنى العطاء والتطوع والحماس والمساهمة في بناء الأسس المتينة لتونس المستقلة. نشأته : ولد الفقيد يوم 24 سبتمبر 1932 بالمهدية وترعرع في أزقتها ومحيطها ... وتعلم فيها أين تحصل على الشهادة الابتدائية وشهادة الأهلية بالفرع الزيتوني .. ثم انتقل الى العاصمة لمواصلة دراسته وتكوينه. وكان منذ صغره وفتوته قد انتمى شأنه شأن كل أبناء المهدية الى جمعية المكارم ليستفيد من أنشطتها الكشفية والرياضية ولينهل الثقافة والتعليم من مكتبتها المميزة .. ويحظى بتأطير مربي الناشئة بالمهدية المرحوم بشير عطية. وكان لهذا التكوين أهمية كبرى في بناء ذاتية المرحوم وتكوين ملكته وتأهيل شخصيته واعداده اجتماعيا المستقبل الشيء الذي أهله الى النشاط في صفوف الشباب المتطوع للعمل البناء في صلب الحركة الوطنية والمساهمة الفعالة ضمن الشباب الحزبي والكشفي في المقاومة والتخريب والتشويش وتنظيم الاضرابات وتوزيع المناشير وابلاغ التعليمات الحزبية سريا. وبعد اندلاع الثورة المباركة خلال سنة 1952 بأشهر قليلة القي عليه القبض من طرف السلطة الاستعمارية وأحيل على معتقل «زعرور» مع ثلة من الشباب الوطني. وبمجرد اطلاق سراحه استقر في العاصمة لمواصلة الدراسة وأيضا الكفاح الوطني .. أين درب على صنع المفرقعات اليدوية لضرب مواقع المستعمر .. وانضم الى مجموعة الجوالة الممتازة (الكشافة الاسلامية التونسية) بنهج بوخريص بالعاصمة لمواصلة تنفيذ التعليمات. وفي سنة 1955 كان الفقيد نائبا مع رفاقه طلبة الزيتونة ومن بينهم : سالم حجل . وحامد خنفير ومحمد التريكي ورضا السلامي وقاسم عازق ومحمد الغرياني وأحمد قاسم وخالد الرباعي ومحمد الطاهر الدالي. في مؤتمر اتحاد الطلبة الذي انتظم بالحي الزيتوني وأصبح عبد المجيد شاكر رئيسا للاتحاد .. وأسندت أمانة المال الى الطالب الزيتوني سالم حجل. وفي بداية عهد الاستقلال وبالضبط سنة 1957 عين الفقيد كاتبا عاما لبلدية الكاف .. ثم وخلال الستينات انتقل الفقيد بنفس الخطة الى بلدية رادس وهناك في رادس كان خير عضد للمرحوم عبد الله فرحات باعتباره رئيسا للبلدية .. وهو أيضا وزير الدفاع الوطني وأمين مال الحزب وعضو الديوان السياسي... وقد خلف المرحوم في أجواء رادس .. وخاصة في هياكل الشباب والمجتمع المدني أحسن الذكريات .. حيث كان من خيرة المدعمين له.. رحم الله سي محمد الرمادي .. وأسكنه فراديس الجنان. وعزاء وصبرا لآله وذويه.