نشطت مؤخرا مجموعات سرقة النحاس في العديد من مناطق البلاد وتمكن المحققون من حجز كميات هامة من هذه المادة، آخرها بمعتمدية جرزونة من ولاية بنزرت حيث ألقي القبض على شخصين تورطا في سرقة أسلاك نحاسية من مستودع خلال أحد الأيام القليلة الماضية. وحسب المعطيات الأولية فإن شابين توجها ليلا نحو أحد المستودعات المتضمنة لشحنات من الاسلاك النحاسية وتمكنا من دخول المستودع وسرقة كميات هامة وشحنها الا انه أثناء مغادرتهما صادف مرور دورية أمنية تمكن أعوانها من التفطن اليهما فبدأوا بمراقبتهما وتعقبهما قبل ان يلقوا القبض على أحدهما فيما تمكن الثاني من التحصّن بالفرار وقد حجز المحققون كميات النحاس المسروقة. ونقل المتهم الموقوف الى مركز الأمن للتحرير عليه فاعترف بكل ما نسب اليه وقال انه سرق وصديقه كميات النحاس لبيعها خاصة بعد ارتفاع أسعار هذه المادة، وأدلى المتهم بهوية شريكه المتحصن بالفرار. أبلغ المحققون ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت الذي أذن بالقيام بكافة الاجراءات القانونية اللازمة للكشف عن كل تفاصيل القضية والمتورطين فيها. وقد تمكن الباحثون بعد أربعة أيام من احباط عملية السرقة من القاء القبض على المتهم الثاني الذي اعترف ايضا بكل ما نسب اليه، وقال ان الغاية من سرقة كميات النحاس هي بيعها للحصول على المال، خاصة بعد ارتفاع أسعار تلك المادة. بعد ان أنهى المحققون أبحاثهم تمت احالة المشتبه بهما على أنظار النيابة العمومية بابتدائية بنزرت مصحوبين بملفات القضية، وقد أصدر ضدّهما بطاقتي ايداع بالسجن بعد ان وجّه لهما تهما متعلقة بالسرقة، ومن المنتظر ان تتم احالتهما قريبا على أنظار الجهة القضائية المختصة. وقد ازدادت خلال السنوات الاخيرة جرائم سرقة النحاس وذلك لارتفاع سعر المادة عالميا اذ بلغ خلال شهر نوفمبر الماضي الطن الواحد من النحاس الى أكثر من 150 دولارا اي ما يقارب 200 دينار تونسية. وحسب بعض المعطيات فإن بعض الاشخاص يقومون مقام مراكز التجميع في تونس حيث يشترون كل الاجهزة والأشياء المصنوعة من النحاس، ويرتفع سعر الشراء حسب ارتفاع او انخفاض سوق النحاس عالميا. ويتم تجميع كميات النحاس قبل تذويبها ثم تصديرها الى بعض الدول الأوروبية أو تهريبها الى الجزائر، وتم اثر ذلك إكمال الحلقة الاخيرة والمتمثلة في تصدير تلك الكميات المجمعة من العديد من الدول الى الصين والهند وحتى اسرائيل، وتعتبر الصين من أكبر الدول توريدا للنحاس لصهره واعتماده في الصناعة.