ترأس السيد عبد الوهاب عبد الله، وزير الشؤون الخارجية الوفد التونسي المشارك في أعمال الاجتماع الوزاري الخماسي التشاوري للاتحاد من أجل المتوسط المنعقد يوم الثلاثاء 5 جانفي 2010 بالقاهرة بمشاركة كل من وزراء خارجية مصر والأردن وإسبانيا وفرنسا. وقد أكد الوزير في كلمته بهذه المناسبة ان الرئيس زين العابدين بن علي ما انفك يولي اهتماما بمسيرة التعاون الاورومتوسطي ضمن مقاربة شاملة تؤسس لتنمية متكافئة ومتضامنة خدمة لشعوب المنطقة ومصالحها. وأوضح في هذا السياق ان الاتحاد من أجل المتوسط الذي يهدف الى إرساء شراكة متوازنة بين بلدان ضفتي المتوسط يجب ان يرتكز على بعث مشاريع ملموسة وتكاملية تعود بالفائدة على دول المنطقة. وقد تناول الاجتماع بالبحث المسائل المتعلقة باستكمال ارساء آليات الاتحاد من ضمنها تولي منصب الأمين العام ومساعديه، واتخاذ الخطوات اللازمة لانطلاق النشاط الفعلي للأمانة العامة. وفي هذا الصدد، أقرّ الوزراء ترشيح السفير الأردني أحمد مساعدة لخطة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط. كما تم بمناسبة هذا الاجتماع مناقشة التطوّرات الأخيرة المتعلقة بقضية الشرق الأوسط وآفاق استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وما لهذا الموضوع من تأثير على مسيرة الاتحاد من اجل المتوسط. وأجرى وزير الشؤون الخارجية على هامش الاجتماع مباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي السيد برنار كوشنار تناولت سير العلاقات المتميّزة بين البلدين وآفاق مزيد تدعيمها وإثرائها طبقا للإرادة السياسية التي تحدو رئيسي البلدين زين العابدين بن علي ونيكولا ساركوزي. كما بحث السيد عبد الوهاب عبد الله مع نظيره الاسباني السيد ميخال انخيل موراتينوس تطوّر العلاقات المتينة بين البلدين في ضوء الاستحقاقات المقبلة ثنائيا وعلى الصعيد الأوروبي لاسيما خلال فترة الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الشؤون الخارجية خلال هذين اللقاءين على دعم تونس المتواصل للقضية الفلسطينية وضرورة تكاتف الجهود من أجل استئناف مسيرة السلام بما ينصف الشعب الفلسطيني ويمكنه من تحقيق طموحاته المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي هذا الاطار أعرب الوزيران الاوروبيان عن تقدير فرنسا وإسبانيا للدور الذي تقوم به تونس على الصعيد الاورومتوسطي وعبّرا عن دعمهما لتطلع تونس لبلوغ وضع متقدم في علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي. كما أجرى وزير الشؤون الخارجية مشاورات مع نظيريه المصري والاردني حول سبل تدعيم التعاون الثنائي القائم بين تونس وهذين البلدين الشقيقين ومزيد تعزيز التشاور في الإطار المتوسطي.