مصلحة الشعر الشعبي في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث كانت بمثابة الذاكرة الحيّة ليس للشعر الشعبي فقط بل للأدب الشعبي بشكل عام منذ أن أسّسها المرحوم محمد المرزوقي الذي قضى أجمل سنوات عمره متنقلا بين الأرياف منصتا للشعراء الشعبيين والرواة والمغنين وقد جمع في هذه الرحلات المتعبة والمضنية كمّا هائلا من القصائد والأقاصيص الشعبية التي تمثل كنزا حقيقيا مازال لم يلق الاهتمام اللازم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي للأسف الشديد أغلقت مصلحة الأدب الشعبي وأحالت رصيدها من الوثائق والسجلات الى المكتبة الوطنية. إنّ هذه المصلحة التي أغلقت بعد التقاعد الاداري للشاعر محيي الدين خريف والأستاذ صالح المليتي لابد أن تعود لها الحياة خاصة أن المرصد الوطني للأدب الشعبي مازال لم يبدأ عمله الى حدّ الآن في انتظار صدور نصوصه الترتيبية فمصلحة الأدب الشعبي التي كانت تنظم المهرجان الوطني للشعر الشعبي وتصدر الكتب في حاجة الى استعادة الحياة وهو مطلب كل الشعراء الشعبيين الذين فقدوا الجهاز الرسمي الذي يؤطّر أعمالهم الشعرية في غياب تام لاتحاد الشعراء الشعبيين الذي كان زمن المرحوم محمد المرزوقي يصدر مجلة «المحفل». فهل تشهد سنة 2010 عودة مصلحة الأدب الشعبي؟