عاشت مدينة نجع حمادي في محافظة قنا بصعيد مصر أمس حالة من الغضب بعد مذبحة سقط فيها 16 مسيحيا بين قتيل وجريح كانوا يؤدون قدّاس عيد الميلاد إضافة الى مقتل مسلم كان يحرس الكنيسة إبّان حدوث العملية التي نفذها شاب ألقي عليه القبض في وقت لاحق. فقد أثارت المذبحة مشاعر الغضب لدى مشيعي جثامين القتلى ظهر أمس حيث تجمهر نحو ألفين من الشبان المسيحيين خلال تشييع الجنائز وهاجموا محلاّت المسلمين في شارع 15 ماي وشارع الاصلاح الزراعي والعديد من البنوك وردّدوا الهتافات الغاضبة واشتبكوا مع قوات الأمن التي كانت تعمل على تأمين منطقة الأحداث، كما أحرقوا سيارات منها سيارة تابعة للطب الشرعي ورشقوا مستشفى نجع حمادي الذي كان يضمّ جثامين القتلى بالحجارة وحطّموا زجاج النوافذ والأبواب. وأقدم محتجون مساء أمس على قطع أسلاك الكهرباء والأشجار في نجع حمادي كما أكدت مصادر مصرية أن التوترات امتدت الى قرية بهجورة المجاورة. غضب قبطي وقد لقي 6 من الأقباط مصرعهم وأصيب 10 آخرون بجروح نصفهم في حالة خطرة بعد أن قام مسلح مجهول بإطلاق النار من سلاح آلي على تجمع للأقباط عقب خروجهم من قداس عيد الميلاد في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية. وقال الأنبا كيرلس، أسقف كنيسة نجع حمادي، إن المهاجم فتح نيران بندقية آلية على الحشود فقتل الأقباط الستة إضافة الى مجنّد مسلم كان يقوم بحراسة الكنيسة. وأكد كيرلس أن الكنيسة على علم بمنفّذ الهجوم الذي قال انه مسلم وله سجل إجرامي وسبق سجنه بضع مرات على حدّ قوله، مرجحا أن يكون قد شنّ الهجوم انتقاما لتشهير شاب قبطي بفتاة مسلمة قيل انه اعتدى عليها في فرشوط بصعيد مصر، الأمر الذي أثار صدامات بين المسلمين والأقباط قبل عدة أسابيع. تفاصيل الحادثة وأوضح مصدر أمني مصري في تصريح له أمس أنه في حوالي منتصف الليلة قبل الماضية قام مجهول يرافقه اثنان آخران يستقلون سيارة بإطلاق أعيرة نارية على مواطنين مسيحيين أثناء تواجدهم بمنطقتين تجاريتين بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا مستغلا تجمّع المسيحيين بمناسبة احتفالهم بعيد الميلاد. وأضاف المصدر أن الشخص المجهول عاود، في طريق هروبه، إطلاق النار على بعض المتواجدين أمام دير «الأنبا بضابا» الكائن بإحدى المناطق الزراعية المتاخمة لمدينة نجع حمادي، مشيرا الى أن أقوالا مبدئية للشهود تحدثت عن أن الجاني له سوابق إجرامية ويُدعى محمد أحمد حسين وهو ما اتفق مع المعلومات التي توفرت لدى أجهزة الأمن فور وقوع الحادث. وأوضحت مصادر في وزارة الداخلية المصرية أمس أنه تمّ القبض على منفّذ العملية مضيفة أن التحريات الأولية ترجّح أن المتهمين قاموا بإطلاق النار على تجمّع من المواطنين الأقباط انتقاما لتعرّض فتاة مسلمة لحالة اغتصاب على يد شاب مسيحي وتصويرها بكاميرا هاتفه المحمول وتوزيع هذه الصور على أصدقائه في المدينة. واتهم أسقف المدينة نوابا في الحزب الوطني الحاكم بالتواطؤ ضد الأقباط، وقال الأنبا كيرلس ان الجاني معروف وكان يفترض أن يكون موقوفا لكن الشرطة تركته حرا بتحريض من نواب نجع حمادي، وهم نواب نافذون في الحزب الوطني الحاكم، حسب قوله.