أثار استخدام مسيحيي ماليزيا كلمة «اللّه» في إحدى الصحف الكاثوليكية غضب مسلمي البلاد الذين تظاهروا أمس احتجاجا على الأمر، فيما تعرضت ثلاث كنائس لهجمات مسلحة من شأنها إثارة التوترات العرقية والدينية والسياسية في ماليزيا. ونظمت أمس مظاهرات حاشدة انطلقت من أمام مساجد العاصمة الماليزية كوالالمبور تنديدا بالحكم الذي أصدرته محكمة محلية والقاضي بالسماح لصحيفة «هيرالد» الكاثوليكية باستخدام كلمة «اللّه» في مطبوعتها بلغة «المالاي». ورفعت لافتات أمام أكبر مساجد ماليزيا كتب عليها عبارة «لا تراهنوا بعزة ماليزيا مقابل مكاسب سياسية شخصية». واعتبر المحتجون أن استخدام لفظ «اللّه» للتعبير عن الربّ يتحول إلى قضية حساسة تتجاوز المجال الديني في بلد مثل ماليزيا توجد فيه أقليات كبيرة، مشيرين إلى أن بعثات التبشير في البلاد تستغل هذه الكلمة لتحويل المسلمين إلى المسيحية. وعلى الرغم من استئناف الحكومة الماليزية الحكم فإن تداعياته الدينية قد تكون خطيرة، خاصة وان المسيحيين يمثلون زهاء 9٪ من تعداد سكان البلاد الذي يناهز 28 مليون نسمة. استهداف كنائس وبالتوازي مع هذه المستجدات تعرضت ثلاث كنائس على الأقل لهجمات مسلحة في وقت مبكر من يوم أمس. ووفق المصادر الرسمية الماليزية فإن هجوما بالقنابل الحارقة استهدف كنيسة «مترو تابرناكل« في احدى ضواحي كوالالمبور أدى إلى احتراق مكتبها الإداري في الطابق الأرضي. فيما ألقيت قنبلتان على كنيستين أخريين في «حي بتالنغ غايا» في العاصمة الماليزية بيد أنهما لم تنفجرا. وعقب الحادث أمرت الشرطة بتشديد الأمن حول الكنائس في كامل أنحاء البلاد. ونقلت وكالات أنباء متطابقة عن المفتش العام للشرطة المحلية موسى حسن تأكيده أنه أصدر تعليمات إلى جميع سيارات الدورية للقيام بحملات مراقبة في جميع المناطق التي توجد بها كنائس، مشددا على أنه سيتخذ كافة الاجراءات اللازمة ضد كل من يتصرف على نحو يعرض أمن البلاد للخطر. من جهته، رفض رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرازق اتهام المعارضة لحزب «المنظمة الوطنية المتحدة» بالوقوف وراء الهجمات ضد الكنائس. ومن شأن الطريقة التي سيتعامل بها عبد الرزاق مع تحديات «الكنائس» والأقليات أن تحدد مصيره السياسي.