انتهى الحديث وتوقفت التوقعات اليوم تدور الكرة وتتبدل المصائر، ويفسحُ المجال أمام الأقدام لتعبر عن وجودها والكرة لتتكلم وتعبّر بينما تتجه أنظار العالم إلى أنغولا. المنتخب الأنغولي فريق الغزلان السود يقص شريط البطولة بملاقاة ضيفه المالي المنتخب الأنغولي يتسلّح بعاملي الأرض والجمهور واستنجد بالمدرب المخضرم مانويل جوزيه صاحب الخبرة الواسعة في أدغال القارة السمراء. كتيبة أنغولا تضم أسماء قادرة على صنع الفارق في مقدمتها مانوتشو محترف مانشستر يونايتد ومانتوراس لاعب بنفيكا بالإضافة إلى الجناح سيباستيانو جيلبيرتو لاعب الأهلي المصري وفلافيو محترف الشباب السعودي غير أنّ عامل التاريخ لا يصب في مصلحة هذا المنتخب الصاعد برصيد خمس مشاركات ومن دون تتويج في حين كانت أفضل نتيجة له الدور ربع النهائي في كان غانا 2008 وسيسعى هذا المنتخب إلى تفادي عقدة أصحاب الأرض في المباريات الافتتاحية. الطرف الثاني في هذه المواجهة الافتتاحية هو المنتخب المالي الذي يدربه النيجيري ستيفان كيشي، منتخب يعاني من «سذاجة» الأفارقة فهو يضم أسماء رنّانة على صعيد البطولات الأوروبية مثل كانوتي ومامادو ديارا وسايدو كايتا ومحمد الأمين سيسوكو لكن كل هذا لم يشفع لهذا المنتخب لتحقيق نتائج إيجابية بلغ الدور النهائي في مناسبة وذلك في سنة1972 في الكامرون في حين انسحب في ثلاث مناسبات من الدور نصف النهائي غير أن خبرة وعزيمة لاعبيه قد تلعب دورا مهما في تجاوز عقبة المباراة الافتتاحية ذات الطابع الخاص التي تبقى بعيدة عن الأحكام المسبقة. محمد الهمامي تحت مجهر فريد شوشان: التعادل أقرب لحسم المواجهة المنتخب الأنغولي منظم الدورة لا يملك تقاليد كبيرة على صعيد المنافسة القارية، لكنه يملك مجموعة تتميز باللحمة وسيعتمد على دهاء المدرب مانويل جوزيه وعلى أسلوب اللعب البرتغالي الذي يعتمد على فنيات اللاعبين واللعب المباشر والتوزيعات العرضية من خلال تسربات الأجنحة واستغلال تمركز مانوتشو وفلافيو في مناطق جزاء المنافسين. في حين أن المنتخب المالي، يمكن أن نطلق عليه صفة المنتخب اللغز، فهو يمتلك لاعبين على أعلى مستوى ولكن تعوزه خبرة المواعيد الكبرى وقوة الشخصية، نقطة قوة هذا المنتخب تكمن في وسط الميدان، في حين يعاني خط الدفاع من هشاشة مما يجعله يجد صعوبة في وقف زحف الهجوم الأنغولي. الانتفاضة الأنغولية تبقى في البال لكن التعادل يبقى قادرا على حسم المنافسة لصالحه.