حذر مسؤولون عراقيون أمس من تدهور أمني خطير قد يدخل البلاد في أتون حرب طائفية و يلغي الانتخابات التشريعية المقررة في مارس المقبل، فيما داهمت قوات المالكي مكتب النائب صالح المطلك الذي استبعدته هيئة «المساءلة والعدالة» رفقة 500 سياسي من المشاركة في الانتخابات البرلمانية. ونبه رئيس العراق المحتل جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي من مغبة التفجيرات الأخيرة وتداعياتها التي قد تصل الى احداث تدهور أمني خطير. ودعا المسؤولان الى التحرك السريع لملاحقة الجناة الذين يقفون خلف التفجيرات الثلاثة التي هزت مدينة النجف الليلة قبل الماضية وأدت الى مقتل واصابة العشرات من العراقيين. وضربت 3 تفجيرات مناطق مختلفة من مدينة النجف احدها قرب منزل المرجع الشيعي علي السيستاني، أودت بحياة 25 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 72 آخرين. استبعاد في هذه الأثناء استبعدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق حوالي 500 مرشح للانتخابات البرلمانية. وقالت مديرة دائرة الانتخابات في المفوضية حمدية الحسيني ان قرارا باستبعاد 500 اسم من المرشحين صدر بعد ان شملتهم معايير الشطب. وتابعت الحسيني ان من بين الأسماء البرلماني صالح المطلك وكتلته التشريعية «الجبهة العراقية للحوار الوطني، مشيرة الى ان أمام الكيانات السياسية خيار إبدال المرشحين المشمولين بقرار المفوضية خلال مهلة أقصاها ثلاثة أيام. وأفادت أن الأسماء ستنشر في عدة صحف ويستطيع اصحابها تقديم طلبات الى الهيئة للنظر في الطعون. وتعتبر «المساءلة والعدالة» الهيئة المخولة لمنع مرشحين من خوض الانتخابات البرلمانية بسبب انتمائهم او ترويجهم ل «حزب البعث العراقي». ورأت «الحركة الوطنية العراقية» بزعامة إياد علاوي أن الاستبعاد يمثل «سابقة خطيرة وانحراف في العملية السياسية وابتعادها عن «المصالحة الوطنية». وأكدت الحركة أن القرار يقدم دليلا اضافيا على حالة الانحراف الخطير الذي تمر به العملية السياسية. وناشدت كافة «المسؤولين» الى التحرك السريع حتى تجرى الانتخابات في أجواء مستقرة وآمنة وبعيدة عن سياسات الترهيب والاقصاء والتهميش. مداهمة وبالتوازي مع شطب صالح المطلك وتياره من اللوائح الانتخابية داهمت قوة تابعة لرئيس الوزراء العراقي المعين نوري المالكي مكتب المطلك وتفتيشه بالكامل. وأفاد المتحدث باسم الجبهة العراقية للحوار الوطني حيدر الملا ان قوة تابعة للمالكي ومكونة من 50 فردا بينهم عدد من الضباط داهموا مبنى فندق الرشيد الليلة قبل الماضية وفتشوا مكتب المطلك. وأضاف ان الفرقة تفحصت في وجوه الحاضرين قبل اقتحام المكتب بدعوى تعقب اشخاص مطلوبين أمنيا متوقعا ان تصعّد حكومة المالكي من عمليات المداهمة لمكاتب الجبهة والمقار التابعة لها. بدوره أكد صالح المطلك ان مبعوث جامعة الدول العربية أحمد بن حلي سعى الى حلحلة قضية الإبعاد التي تعرضت لها الكتل السياسية من الانتخابات المقبلة وأشار الى أن بن حلي لم يفلح في هذا الأمر معتبرا أن الموقف العربي اضعف مما يعول عليه ولم يكن بمستوى الحدث. ورأى ان العرب التزموا موقف المتفرج في قضية استبعاد «الخط العروبي» من الانتخابات في حين ان ايران استمرت في السيطرة على المشهد السياسي العراقي.