حذر رئيس جبهة الحوار الوطني العراقية صالح المطلك من سقوط العراق في فوضى الاقتتال الداخلي في حال مقاطعة قسم كبير من العراقيين الانتخابات القادمة إذا ما تم بالفعل استبعاد أكثر من 500 مرشح من القوائم الانتخابية معظمهم من العراقيين العرب السنة ومن بينهم المطلك نفسه الذي أكد أن الاستبعاد طال «السياسيين الوطنيين العراقيين العرب السنة وبعض الشيعة». وكانت هيئة المساءلة والعدالة قد استبعدت 511 مرشحا من إجمالي 6500 مرشح للانتخابات التي من المقرر أن تجري يوم السابع من مارس المقبل استنادا إلى قرار اجتثاث حزب «البعث» في العراق الذي كان وضعه الحاكم العسكري الإداري الأمريكي السابق للعراق «بول بريمر» في ماي 2003. واتهم المطلك في حديث تلفزي العديد من المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بالتعصب المذهبي وأن ولاءاتهم تقع خارج العراق وقال إن مسؤولين في لجنة المساءلة والعدالة أبلغوه أن إلغاء اسمه من قوائم اللجنة والسماح له بالترشح، أمر تقرره إيران. واضاف محذرا أن العراق يخضع حاليا لهيمنة ونفوذ إيران وأن النفوذ العربي في العراق بات معدوما. نفوذ إيراني متزايد وقال المطلك «أعتقد أن الدور العربي في العراق بات محدودا للغاية، هذا إن كان موجودا بالفعل. ليس هناك دور للعالم العربي في هذا البلد. إن الدور الواضح والوحيد في العراق هو الدور الإيراني». وأضاف موضحا أن «الوضع الحالي في العراق يثبت هذا الدور المؤثر، ولكي أكون صريحا معكم فقد قيل لنا إن السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة هو الحصول على المباركة الإيرانية، وعدا ذلك لا يوجد أي حل آخر. ولقد تم إبلاغنا بذلك من قبل هيئة المساءلة والعدالة نفسها. وبإمكانكم أن تتخيلوا الدور الإيراني في بلدنا». وقال المطلك إن المالكي شخصية طائفية «تربى على المذهبية وطوال حياته هو شخص طائفي وينتمي إلى حزب طائفي للغاية وهو زعيم لهذا الحزب (الدعوة) من الصعب أن نتوقع أن يكون ليبراليا، وغير طائفي في غضون بضعة أيام أو بضعة أشهر». وأشار المطلك إلى أن الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي «جوزيف بايدن» الى العراق الشهر الماضي، لم تسفر عن دفع المالكي إلى تغيير موقفه بل إن موقف بايدن في محادثاته مع المالكي كان ضعيفا وقال «أعتقد أن اللغة والطريقة التي تحدث بها إلى الحكومة (العراقية) قد اعتبرت ضعيفة». مشيرا إلى أن بايدن كان تحدث قبل مجيئه إلى بغداد بشكل جيد حيث دعا إلى أن تكون الانتخابات شاملة وأن يسمح للجميع بالترشح لكنه عندما تحدث في بغداد اعتبر ان مسألة الانتخابات داخلية تماما مما تسبب في سوء فهم ربما لدى بعض السياسيين الأمريكيين. هجوم على الجلبي وحمل المطلك على أحمد الجلبي الذي يتولى مسؤولية تنفيذ قرار اجتثاث «البعث» متهما إياه بتنفيذ أجندة تآمرية على العراق، وقال «لقد خدع أحمد الجلبي العالم كله، وخدع الولاياتالمتحدة وأقنعها قبل بضع سنوات بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، يعني أقنعها بغزو العراق، والآن هو أيضا رائد مشروع تدمير العراق مرة أخرى بترك الناس يفقدون الأمل في هذه العملية السياسية والانتقال إلى العنف مرة أخرى لتعيدنا إلى المربع الأول.. إن أحمد الجلبي شخص خطير للغاية». وأشار المطلك إلى أن الجلبي مطلوب للحكومة الأردنية «وينبغي على الولاياتالمتحدة أن ترفع عنه الغطاء ليحاكم في الأردن وليقضي بقية حياته في السجن». وعبّر المطلك عن أسفه لأن الجلبي كما قال يحظى بالحماية الأمريكية في العراق. وأضاف «إن جدول أعمال الجلبي من خارج العراق.وهو وكيل للقيام بذلك في العراق ولم يمنعه أحد من تنفيذ هذا القرار، ومن المؤسف جدا أننا ندرك الآن عدم وجود دولة في هذا البلد». مشيرا إلى أن الرئيس العراقي ضد قرار اجتثاث «البعث» والمالكي يقول نفس الشيء ونائبا الرئيس العراقي، عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ضده ورئيس مجلس النواب ضده والجميع ضده ولكن لا أحد يستطيع أن يوقف ذلك وهو ما يقود البلاد إلى الفوضى مرة أخرى.. لذلك فمن المؤسف أننا نجد أنفسنا في مثل هذا الوضع بعد نحو سبع سنوات من الغزو.